خلال نزوله ضيفا على منتدى الاذاعة الجزائرية (القناة الثالثة)، يوم أمس، صرح وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل، أن الجزائر بلد مصدر للأفكار على مستوى منظمة الأمم المتحدة من خلال أسس ديبلوماسيتها في اطار السلم و الاستقرار بالمنطقة و العالم.
و أشاد السيد مساهل قائلا “هناك حاجة الى الجزائر (…) فهي نموذج يقتدى به في مجال مكافحة الارهاب و مرجعية في تقاسم تجربتها و سياستها، العديد من الوفود الأجنبية تهتم بمعجزة استقرار الجزائر بالنظر الى موقعها الجغرافي”.
و بالفعل، و بالرغم من الموقع الجغرافي للجزائر-المحاط بالنزاعات- مثلما هي الحال بالنسبة لمالي و ليبيا فقد نجح البلد، حسب قوله، في الحفاظ على أمنه و استقراره مؤكدا أن “استقرار المنطقة مرهون باستقرار الجزائر”.
و أردف يقول “الجميع مستفيد من عودة الاستقرار و الحفاظ على وحدة و سيادة ليبيا. انه بلد كبير و يزخر بإمكانيات هائلة (…) كما يجب استبعاد شبح التدخل”.
و ردا على سؤال حول مذهب الديبلوماسية الجزائرية بعدم التدخل و الوساطة و التساوي و تولي زمام الأمور، أكد السيد مساهل أنها تمثل الأسس التي تقوم عليها الديبلوماسية الجزائرية.
وأكد السيد مساهل “نحن نشارك تجربتنا في مجال مكافحة الارهاب لأننا عشناها ولأننا على قناعة بعدم وجود بديل غير الحلول السياسية، كما لا نريد أن تعيش شعوب أخرى المأساة التي عشناها نحن”.
ولدى تطرقه إلى سياسة الجزائر في ارساء الاستقرار لتصبح نموذجا يحتذى به ومرجعا في هذا الشأن، أكد الوزير على وجود حاجة دولية للجزائر بخصوص مشاركة خبرتها وسياستها مثلما كان عليه الحال في مالي من خلال اعداد اتفاق السلام بالجزائر العاصمة في 2015.
واستطرد يقول “إنه اتفاق شكل الخطوط العريضة للرجوع صوب السلام والاستقرار ويحمي بالتالي الوحدة الوطنية في مالي، حتى وإن كان تعطل تطبيقه بسبب صعوبات جمة”.
وحسب رئيس الديبلوماسية الجزائرية، فإن الجهود الدولية تتمثل في مرافقة الماليين في مجال تنفيذ السياسات التي قرروها بأنفسهم.
كما أضاف أن “مستقبل مالي هو بين يدي الماليين الواجب عليهم الذود عن بلدهم، وضمان استقراره. كما من واجبنا كبلد مجاور مرافقة هذا البلد في تنفيذ سياسته من خلال الدعم المالي واللوجستيكي والمدني”.
وبخصوص مسألة عودة المحاربين الأجانب، أشار السيد مساهل إلى أنهم يشكلون تحديا أمنيا متزايدا ورهيبا بالنظر لما قاموا به خلال المعارك، مشددا على الخطر الذي يمكن أن يمثله هؤلاء من خلال تسللهم وسط المهاجرين غير الشرعيين.