عندما يدعوا حبر المنافقين عمار غول الرئيس بوتفليقة للترشح للإستحقاق الإنتخابي في موعده المقرّر شهر أفريل المقبل مع القول انه ساند الرئيس عندما كان أسدا ولا يمكنه التخلي عنه بسبب وعكة صغيرة أصابته نعم أمثال غول لهم وجهان ظاهر وباطن ويُسخِّرون هذه الازدواجية فى عالم السياسة للإيقاع بمن يستهدفه عبر الغش والتدليس فإن كان هدفه الحاكم أراد من نفاقه أن يحصد ذهبه ويتقى سيفه غير عابئ بالمصلحة العامة فالمبالغة فى تصوير الحاكم جسدا وعزيمة وفهما وإرادة وتصرفا وانحيازا لمقتضيات مهمته تصنع بمرور الوقت رؤساء من ورق.
من قیم السیاسة التي نؤمن بها الثبات على المبادئ والعمل بصورة واحدة وخطاب وحید داخل الجدران وخارجه وعدم التملق والتزلف والوقوف على الأبواب في انتظار إذن الحاجب وعطایا الرئيس! إن ما یلاحظه المتابع البسیط هذه الأیام من عجائب وغرائب هذا الزمان المتلون هو الصفوف المزدحمة على أبواب مساندة العهدة الخامسة صفوف طویلة ورقاب مشرئبة وأقوال وأفعال متلونة ولعل أهم الأسباب في ذلك طبقة المنافقين السياسيين الذين يملئون الدنيا بخطاباتهم الهادفة لتحقيق مصالحهم الشخصية من الأعلى أو أصحاب القرارات الذين يقعون فريسة كذبهم وإخداعهم وهنا يقع المجتمع بشكل عام في ورطة النفاق السياسي فالمنافقين السياسيين لا يختلفون عن المنافقين دينياً الذين دخلوا الدين تستراً لتحقيق مكاسب ضيقة وكذالك شركائهم في السياسة فهم في سبيل تحقيق طموحاتهم ومصالحهم مستعدين للعق وتقبيل حذاء صاحب القرار فخوفي من هؤلاء الرهط من الناس أن من قال فیك قولین شتما ومدحا فقد كذب مرتین والكذب بوابة لعلاقة مهتزة ومشوهة ولا تدوم خوفي من المدح المعلن داخل خیمة الرئيس والشتم الموازي خارجه خفیا كدبیب النحل… خوفي أن من تعلق برقبتك الیوم تزلفا وتملقا قادر أن یعلق في رقبتك حبلا یجرك منه سحلا إذا دارت علیك الأیام… وفي الزمن الرديء تكثر العاهات! لست أدري لماذا أحترم سياسيا ظل على مبادئه حتى وهو في أسفل السلم وناله الفشل أو الهزیمة وأجد نفسي عبوسا قمطریرا لكل من تملق و ونسي تاریخه وأخفى بطاقة ولادته وخرج علینا ذلیلا لا یستطیع رفع عینیه إلى السماء فعاش دون أن یرى السماء بعث منحني الظهر ویموت منحنیا .