لا يخفى على أحد أن الصراع القائم بين الأجهزة الجزائرية وعلى رأسهم جنرالات فرنسا الذين لازال البعض منهم معششا في دواليب القرار السياسي خصوصا على المستوى ألمخابراتي والأمني وهي الفئة التي لا زالت تتجرع مرارة ما آل إليه وضع الصدر الأعظم الجنرال توفيق ونكران الرئاسة لخدماته رغم ولائه المطلق ورجالات السلطة المدنيين من جهة. و من جهة ثانية الصراع الدائر بين رجل الاستخبارات القوي ومحيط الرئاسة الجديد وبشكل أدق مع المقربين من الرئيس.
منذ مرض الرئيس عمل رجاله وأصدقائه المقربون على تصفية الحسابات مع الرعيل القديم من جنرالات فرنسا فبدأو بالأكبر سنا منهم ومحاولة إبعادهم عن محيط السلطة. فكانت البداية مع الجنرال خالد نزار وبعض رجالاته من عمال و ولاة و أمنيين. والدور اليوم يأتي على الاستخبارات باعتبارها أقوى المؤسسات ذات الطابع العسكري والأمني. وإلا لماذا تم تنحية الجنرال توفيق في خطوة كادت أن تجر الجزائر الى بحر من الدماء . ولماذا بهذا الوقت بالذات. النظام الجزائري اليوم في موقف لا يحسد عليه فهو في صراع مع جنرالات فرنسا ومع متطلبات الشعب. وحتى يخفي اخفقاته السياسية والاقتصادية كان لا بد من كبش فداء وقد كان هذه المرة شيخ المخبرين الجزائريين.
ان الحرب الخفية بين المقربين من الرئيس و الجنرال توفيق تدور رحاها بصمت داخل وخارج البلاد وقد بدأت منذ مدة بعد قرار إبعاد الجنرال توفيق عن منصبه. وهو القرار الذي عجل بالحرب بين الصقور. ولكن يبقى قرار اقحام الجنرال توفيق في الحرب على جنرالات عسكريين أبرز فخ تم نصبه للجنرال توفيق حتى تسنى لأصدقاء والمقربين من الرئيس إبعاد الرجل بالحجة والدليل و إستبداله بالجنرال قايد صالح في ذات المؤسسة العسكرية وبذلك يكون القايد صالح ( نيو جنرال توفيق) قد أحكم قبضته على كل المؤسسات العسكرية والأمنية. ثم اكمل الصقور تمهيد الطريق للاستيلاء على المؤسسات المدنية بحزب جبهة التحرير الوطني الذي يبدو أنه سيحصد الاخضر واليابس في المشهد السياسي بالجزائر .
ان في هاته الحرب بين صقور السلطة في الجزائر الكل يبحث عن مصلحته وان يأكل الغلة لوحده . اما مصلحة الشعب فلا يهتم بها احد والخطير في الامر انه ربما تسيل انهار من دماء الشعب وسط حرب الصقور.