في مثل هذا اليوم خرجت مظاهرات انطلقت من الحدود الغربية لتعم جميع ربوع الوطن وتشكل منعرجا حاسما في مسار الثورة التحريرية وكسرت شوكة الاستعمار حيث شكلت هذه المظاهرات مفخرة لصناع الاستقلال ولا تزال تمثل رمزا من رموز بطولة الشعب الجزائري و وجها حقيقيا لصدى صوت الشعب الجزائري الواحد الذي رفض ولا يزال يرفض أن يتمتع الغير بخيرات بلاده.
إن 11 ديسمبر 1960 ذكرى خالدة في سجل إنجازات هذا الشعب الأبي الذي جسد روح التضامن الوحدة وعبر بصدق للعالم اجمع عن مطلبه السامي لحرية وطنه مدركا أن لا بديل عن الاستقلال غير الفعل الثوري والصبر على المكاره ورفع التحديات والسمو بالهمة إلى مستوى الوعي التاريخي لقد عبرت تلك المظاهرات الجماهيرية عن أهمية الكفاح المسلح وتضافر جهود الشعب والتحام كافة فئاته فلقن درسا للاستعمار الغاشم آنذاك فانكشف وجه الاستعمار القبيح في أوساط المجتمع الدولي شرقيه وغربيه ليعلو صوت الجزائر مرة أخرى في المنابر الدولية والهيئات والمؤسسات العالمية مؤكدا للجميع صدق الرسالة وسلامة النهج وأحقية المطلب الشعبي في افتكاك حريته وتجسيد سيادته ورفع علمه فقد عرت أحداث 11 ديسمبر 1960 التي يحتفل الشعب الجزائري اليوم بالذكرى ال58 لها مجددا المنهج الاستعماري ودحضت أسلوبه في التعامل مع أبناء الثورة الجزائرية وهي التي شكلت حلقة مشرفة لملحمة نوفمبر العظيمة من تاريخ الثورة ومع كل الدموية التي عاشها الشعب الجزائري بسبب خروجه السلمي كانت هذه الأحداث بمثابة محطة حاسمة في مسار الاستقلال الجزائري حيث كان لها أثرا كبيرا على الرأي العام الدولي آنذاك هذا الأثر الذي عزز صوت الثورة التحريرية في المحافل الدولية وتعود علينا اليوم ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 لتذكرنا بحقد وغطرسة المعمرين وأتباع الجزائر فرنسية الذين مارسوا قمعا مضاعفا ضد الوطنيين الأبرياء ففي ذلك اليوم خرج الجزائريون إلى الشارع للتعبير بقوة عن رفضهم للاستعمار وعن تمسكهم بالاستقلال والحرية حيث عبرت تلك المظاهرات الجماهيرية عن التحام كافة شرائح الشعب الجزائري التي أكدت صدق رسالتها،وأحقية المطلب الشعبي في افتكاك الحرية لتظهر مجددا الأساليب القمعية والوحشية التي كان ينتهجها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري فما أحوجنا اليوم لتلك المظاهرات لإسقاط ما تبقى من أزلام المستعمر والمتمثل في نظام الجنرالات.