يعود ملف السجناء الجزائريين في العراق منذ سنوات من جديد إلى الساحة السياسية و الإعلامية، بعد تأكيد الرئيس العراقي السيد فؤاد معصوم أنه يولي اهتماما خاصا لهذا الملف، مشيرا في نفس الوقت إلى المكانة الخاصة للجزائريين في قلوب العراقيين.
تصريح رغم أنه لم يحمل تفاصيل إضافية حول الملف و المراحل التي يوجد فيها، إلا أنه يبعث إشارات سياسية لقرب انفراج ملف المساجين الجزائريين في العراق منذ سنوات، وهو الملف الذي نغص حياة عائلاتهم رغم تطمينات المسؤولين الجزائريين بإطلاق سراحهم، علما أنه لم يسبق لمسؤول عراقي بهذه المستوى أن تطرق لهذه القضية.
كما أشار الرئيس العراقي فؤاد معصوم لدى استقباله سفير الجزائر بالعراق، إلى ضرورة تعضيد العمل المشترك، لا سيما في مجال الصناعات النفطية والتعاون على مستوى منظمة أوبك والجامعة العربية، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الجميع ويخدم مصلحة الشعبين وكامل المنطقة. وذكر بيان الرئاسة العراقية، أن رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم استقبل سفير الجزائر لدى العراق عبد القادر بن شاعة، وأكد خلال اللقاء أهمية تطوير العلاقات الثنائية التاريخية المتينة بين العراق والجزائر والارتقاء بها وبما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين في التقدم والازدهار. وأضاف أن اللقاء تضمن بحث مجمل الأوضاع على الساحة الإقليمية، وتأكيد ضرورة توسيع رقعة التعاون الثنائي وتوحيد الجهود الرامية إلى مكافحة آفة الإرهاب والتطرف.
أما السفير الجزائري بن شاعة من جهته حسب نفس البيان فقد نقل تحيات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الرئيس معصوم، مجددا حرص بلاده على تفعيل التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى ثقة الجزائر بقدرة العراقيين على تحرير مدينة الموصل ودحر الإرهاب بشكل نهائي، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم كل أنواع الدعم والإسناد للعراق بهذا الخصوص.
و من المتظر أن يتنقل وفد جزائري إلى العراق للاطلاع على أوضاع المعتقلين الجزائريين القابعين في السجون العراقية منذ سنوات، والوقوف على حالتهم عن كثب. وقد طلبت الجزائر من السلطات العراقية رسميا منذ شهر مارس الماضي تجميع المعتقلين الجزائريين لديها في مكان واحد، تحسبا لزيارتهم من وفد طرف جزائري سيطلع على أوضاعهم عن كثب، في ظل المعلومات المتداولة بخصوص إعدام واحد من بين 8 مساجين، وكذا الانتهاكات التي يتعرضون لها في السجون العراقية.
وأكد الوزير الأول عبد المالك سلال أن ملف السجناء الجزائريين في العراق يحظى باهتمام السلطات الرسمية المختصة، وهو محل متابعة مستمرة بالتنسيق مع السلطات العراقية عبر سفيري البلدين، وذكر في هذا الصدد أن سفارة العراق بالجزائر قد فندت بتاريخ 15 فيفري 2016، الأنباء المتعلقة بتنفيذ حكم الإعدام بحق هؤلاء المعتقلين، وتابع بأن المباحثات في مثل هذه الملفات تجري وفق أعراف وتقاليد دبلوماسية يكتسيها طابع السرية والحذر