كنت اجلس مع احد اصدقائي في القهوة ونناقش الزيادات الاخيرة التي قامت بها الحكومة على المواد الاستهلاكية وفواتير الماء والكهرباء . فقلت له كيف يا صديقي ان الشعب الجزائري لم يحرك ساكنا كأنه مريض مبنج في غرفة العمليات فأجابني صديقي وقال انا كمواطن جزائري قح استطيع ان اصبر على الاكل وان اعيش بدون كهرباء ولكن لا استطيع ان اصبر على التدخين فقد اصاب بنوبات من الغضب والصرع فقلت له ابشر يا صديقي ان الحكومة قررت رفع الرسم على التبغ البني بحوالي 600 دينار لينتقل من 1040 دينار للكيلوغرام إلى 1640 دينار كرسم على الكمية نفسها ما يمثل زيادة بنسبة 57.6 في المائة فيما ينتظر رفع الرسم على التبغ الأصفر بقرابة 971 دينار لينتقل من 1260 دينار للكيلوغرام إلى 2231 دينار وهي زيادة في الرسم نسبتها حوالي 60 في المائة.وهذه الزيادات انشاء الله ستجعلك تقلع عن ادمان التدخين فأجابني وملامح الغضب على وجهه انها الانتفاضة و الثورة يا صديقي .
انطلقت أحداث انتفاضة المدخنين لسنة 2017 من العاصمة الجزائرية في 29 ديسمبر 2016 في شكل مظاهرات أدت إلى المواجهة بين المتظاهرين وقوات النظام العام. انتشرت الظاهرة لتشمل مدينة وهران و مدينة تلمسان المجاورتين في اليوم الموالي متخذة طابعا عنيفا بعد أن اتسعت لتشمل مدينة بلعباس. ومع دخول مشروع الزيادة في أسعار التبغ البني ولأصفر حيز التنفيذ يوم 1 جانفي 2017 شملت الحركة الاحتجاجية مناطق الشمال والوسط الغربي في عنابة و سطيف وباتنة وبقية مناطق الجنوب في غرداية و بشار مما استدعى دخول الجيش لهذه المناطق بعد أن سجل عجز قوات النظام العام في الحد من توسع الانتفاضة. ومع إعلان وزارة الداخلية يوم 2 جانفي عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق القبايل دخلت المنطقة الصناعية في إضراب شامل ومسيرات كبرى شارك في تنظيمها كل من العمال والطلاب. كما التحق طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في جميع مدن الجزائرية بالشوارع معبرين عن رفضهم إلغاء الدعم عن التبغ البني ولأصفر. في يوم 3 جانفي بلغت الانتفاضة أوج أحداثها وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين من ناحية وقوات النظام العام والجيش من ناحية أخرى وأصبح العنف سيد الموقف فأحرقت المحلات والسيارات والمؤسسات والحافلات في شوارع العاصمة وضواحيها وفي كثير من المدن في الساحل وفي الداخل. لقد نجم عن ذلك إطلاق الرصاص وسقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين.
ومع ارتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش والشعب خرج الرئيس في خطابه الشهير وقال يا شعب الجزائر راه التبغ باطل باطل بلا فلوس ويا جدكم حبيتو تنحوني من الكرسي على ود التدخين انا نخاف عليكم من سرطان الرئة ونتوما ثوروا عليا غدوة بباكم تمرضوا وتعرفوا بحقي …………