خلال جلسة مناقشة مشروع قانون شروط ممارسة الأنشطة التجارية، أعلن التجمع الوطني الديمقراطي، مساندته لوزير الثقافة والقيادي في الحزب عزالدين ميهوبي، الذي يواجه حملة انتقادات من نواب إسلاميين، لم يتقبلوا طريقة رده على سؤال شفوي للنائب سامية بلدية خمري الخميس الماضي.
و رفض رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع، بلعباس بلعباس، اتهام ميهوبي “بتنفيذ أجندة ضد مقومات الأمة”، الذي صدر أساسا عن المعارضة النيابية الإسلامية.
و أثار رد وزير الثقافة، والذي شغل أيضا عضوية المجلس الشعبي الوطني، على نائب حركة النهضة بلدية خمري، بأن مكانة المطالبين بنقل تمثال المرأة العارية (عين الفوارة بسطيف) من مكانه هو في المتحف، موجة غضب واعتبره نواب إهانة للبرلمانيين.
وأعاد عضو المكتب الوطني للأرندي في كلمته، الخطاب المشكك في ولاء الإسلاميين الجزائريين للوطن، وخاطبهم “ألستم من كلّف بالوكالة بتنفيذ أفكار سياسية إخوانية أو وهابية أو شيعية أو جميعها معا؟ وتابع “يقال إنكم قبضتم نصيبكم مقابل هذه المهمة”. أي حصلتم على تمويل خارجي. واعتبر بلعباس أن “تخلي الدولة عن محاربة هذه الأفكار المتطرفة في نهاية الثمانينيات واحتجاز الإسلام من طرف بعض المغامرين، هو من أدى بالجزائر إلى حرب أهلية”. مستخدما لغة من نفس المنجد السياسي للأمين العام للحزب أحمد أويحيى المعروف بخصومته مع الإسلاميين طوال مساره السياسي.
و أعلن بلعباس دعم حزبه لمواقف وزير الثقافة، مشيرا إلى أن علماء سطيف الأجلاّء لم يقدموا هذا الطلب المتمثل في إزالة تمثال المرأة العارية. وتابع أن “الجزائريين الذين يزورون سطيف لا يترددون في القدوم إلى عين الفوارة التي يوجد بها نصب المرأة عارية الصدر”. وسجل أيضا وجود إخلال بسير الجلسات، من خلال تمكين نائب من فرصة مهاجمة وزير الثقافة، في الخروج عن قواعد العمل المتفق عليها في اجتماع سابق لرؤساء الكتل. وقال إنه كان يجب إعادة النائب الذي هاجم وزير الثقافة إلى موضوع سؤاله وألا يخرج عن النص.
وفجّر موقف رئيس كتلة الأرندي احتجاج نواب إسلاميين، في قاعة شبه فارغة، حيث لم يتعد الحضور حوالي ثلاثين برلمانيا في أحسن الأحوال. وحظي وزير الثقافة أيضا بتضامن عن النائب حكيم بري عضو المكتب للتجمع ، غير أن غالبية نواب الموالاة لم يصدر عنهم أي موقف تضامني معه.
في حين أعربت حركة النهضة في بيان لها، عن استغرابها للتصريح الصادر عن وزير الثقافة “المعروف باتزانه”، ودافعت عن موقف النائب المنتمي إليها. وقال البيان “إن مقترحها بتحويل التمثال للمتحف لا يتعارض في عمقه مع المحافظة على التراث الثقافي الجزائري”، مضيفة في بيانها أن تنفيذ هذا المقترح يبقى من صلاحية الوزير. وأعلنت قيادة النهضة براءتها من الحملة التي يقودها زملاء لها في كتلة الاتحاد من العدالة والنهضة والبناء، ضد ميهوبي. ودعا البيان إلى “الابتعاد عن كل مظاهر العنف اللفظي والاحترام المتبادل بين الجميع والمحافظة على أمنها وتنميتها وازدهارها”.