احتضنت دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، يوم أمس الخميس، احتفالا بالذكرى الـ12 للمصادقة على ميثاق السلم و المصالحة الوطنية، وبتنظيم من جمعية أبناء المجاهدين، حيث أكد المشاركون في الاحتفال على دور هذا القانون في المحافظة على مؤسسات الدولة و الوحدة الوطنية.
وخلال هذا اللقاء ، أوضح الباحث في التاريخ و الأستاذ بجامعة تيزي وزو فراوس علي أنه خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في سنوات 1990 كانت مؤسسات الدولة مهددة من طرف الإرهاب.
وأضاف ذات المتحدث أن ميثاق السلم و المصالحة الوطنية سمح بالحفاظ على الوحدة الإقليمية للجزائر و استعادة السلم و الاستقرار و الشروع في إعادة بناء البلاد، مذكرا أن العشرية السوداء حصدت أرواح 200.000 ضحية و خلفت خسائر مادية جمة في عدة قطاعات من بينها قطاع التربية الذي استهدف من طرف 900 عملية إرهابية و الاقتصاد الوطني الذي مسته 706 عملية نفذت ضد الوحدات الإنتاجية.
كما ساهمت الإجراءات التي اتخذتها الدولة لاستعادة السلم من بينها قرار 25 فبراير 1995 الذي ينص على قانون الرحمة و قانون الوئام المدني الذي تبناه الشعب في 16 سبتمبر 1999 و ميثاق السلم و المصالحة الوطنية بنسبة 97.36 بالمائة و استفتاء 29 سبتمبر 2005، في “منع التدخل الأجنبي في الجزائر و توابعه و التدمير و الفوضى”، وفقا للسيد فوارس.
وقال الأستاذ الجامعي و عدد من الباحثين من بينهم حجيمي عاشور عضو في الجمعية المذكورة و شابوني محمد منسق ولائي سابق للحرس البلدي في مداخلات لهم أن “مسار المصالحة الوطنية في الجزائر أصبح يتخذ كمثال يحتذى به و مصدر الهام للعديد من الدول التي تريد إيجاد حلول داخلية و تجنب التدخل الخارجي في بلدانهم”، مضيفين أن ميثاق السلم و المصالحة الوطنية مشروع “بعيد المدى سمح بالقطيعة الجذرية مع النهج الراديكالي في تسوية النزاعات للبحث عن حل سلمي”.
وحيا المشاركون في هذا اللقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي تمكن بفضل حكمته من وضع حد للعشرية السوداء و إعادة الجزائر إلى طريق الاستقرار و إعادة البناء و التنمية في إطار التماسك الاجتماعي، مشيدين بمختلف الأسلاك الأمنية في الحفاظ على الجزائر و يواصلون السهر على وحدتها و استقرارها و وحدتها الترابية.