في لقاء مع وسائل الإعلام ،أكد وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أن الجزائر “تتواجد على نفس المسافة مع كل الدول ومع كل الأطراف ولها علاقات طيبة مع كل الدول ولا تتدخل في شؤونها الداخلية”، مضيفا أنه “لمس إرادة لدى المسؤولين العرب من أجل مزيد من التنسيق والتشاور لرفع التحديات وتجاوز الصعوبات التي تعيشها دول المنطقة بعيدا عن الحلول المفروضة من الخارج” مشددا على أن الجولة كانت “مفيدة جدا” وأن “الرسالة وصلت”.
وجدد مساهل التأكيد على أن جولته العربية الأخيرة “لم تكن في إطار مبادرة جزائرية حول الأزمة في الخليج”، التي وصفها بالـ “معقدة وتتطلب المزيد من الوقت”، وذكر أن الجزائر كانت من”أوائل الدول التي أصدرت بيانا يدعو إلى الحل السياسي المبني على الحوار وعن طريق مجلس التعاون الخليجي” .
كما أكد اهتمام القادة العرب بالتجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب و”معرفة أسباب نجاح الجزائر في تجاوز أزمتها الأمنية وتواجدها حاليا في قائمة الدول الأكثر أمنا في العالم حسب تصنيفات المنظمات الدولية”، مضيفا أن الجزائر “أصبحت مدرسة في مكافحة الارهاب والتطرف واستقلالية القرار التي دفعنا ثمنها غاليا”.
وفي هذا الصدد يرى الدكتور سليمان عراش استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن جولة مساهل إلى المنطقة العربية جاءت وسط جملة من التحولات التي عصفت ولا تزال تعصف بالمنطقة العربية، مضيفا أن الزيارة كانت فرصة للتعريف بالتجربة الجزائرية في صناعة السلم .
وأشار المحلل السياسي إلى أهمية الزيارة من الناحية الياسية والاقتصادية ومساهمتها في تعزيز التعاون الثنائي المشترك وزيادة التنسيق والتشاور، سيما في محاولة المصالحة لحل الازمة الخليجية وتدعيم المبادرة والجهود الكويتية في سبيل ذلك .
و أوضح عراش أن أولى نتائج الجولة العربية لمساهل ظهرت بعد الافراج عن السجينين الجزائريين المعتقلين في العراق وهو نجاح للسياسة الخارجية الجزائرية.
وفي سياق ذي صلة، أكد مساهل أن الجهود الجزائرية لحل الازمة الليبية “كرست في الميدان وثمنتها مختلف أطراف النزاع, بعيدا عن الدبلوماسية الاستعراضية”.
وبخصوص تطورات القضية الفلسطينية أوضح مساهل أن الجزائر وخلال ترأسها أشغال الدورة ال 147 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، دعت الى توحيد الصفوف العربية حول هذه القضية وضرورة إعادتها إلى مكانتها كقضية مركزية للأمة العربية”.
وفي سياق آخر، أكد الوزير أن تعيين سفير جديد للجزائر في فرنسا (المنصب الذي ظل شاغرا منذ عدة أشهر) “سيكون في إطار حركة تعيينات عادية ستتم في الوقت المناسب”، مضيفا أن قرار التعيين من “صلاحيات رئيس الجمهورية”.
ومن أهم مخرجات الجولة ـ حسب الوزير ـ “الاتفاق لأول مرة مع عدد من الدول العربية، من بينها المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن والبحرين ومصر، على إنشاء لجان مختلطة تعنى بالجانب الاقتصادي”، مؤكدا اهتمام هذه الدول بمشروع الطريق العابر للصحراء الذي “يمتد عبر 4600 كلم تم إنجاز 4400 كلم منها وتبقى 222 كلم في الجزء العابر لدولة النيجر سيتم تسليمه في نهاية 2018” .
وأعلن في ذات الإطار عن إبداء دول عربية رغبتها في الاستثمار في الجزائر في قطاعات السياحة والصناعات الغذائية والهياكل القاعدية، مؤكدا “مباشرة العمل مع القطاعات المعنية في هذا المجال”.