خلال اليوم الأخير من عمر الحملة الانتخابية لتشريعيات الرابع من مايو المقبل،التي استمرت 22 يوما ، و أسدلت ستارها يوم الأحد ، فقد ركزت الأحزاب السياسية المشاركة في هذه التشريعيات على ضرورة رص الصفوف و الوقوف كـ”جبهة مشتركة ضد الأخطار الخارجية” و ذلك من خلال التوجه بقوة إلى صناديق الإقتراع وعدم الالتفات إلى دعاة المقاطعة، مجددة إلتزامها على العمل على تحقيق مزيد من الحريات و تجسيد وعودها.
ففي ختام الحملة الانتخابية ركزت خطابات قادة و رؤساء الأحزاب السياسية على حث الهيئة الناخبة على التصويت ب”قوة” يوم الإقتراع ، حيث اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس أن التصويت بقوة خلال هذا الموعد الإنتخابي يعطيه “مصداقية كبيرة”.
و دعا ولد عباس خلال تنشيطه لتجمعات شعبية بكل من سعيدة و معسكر المواطنين و خاصة منهم الشباب إلى المشاركة القوية في ظل الدستور الجديد الذي “يضمن تسليم المشعل من جيل الثورة و المجاهدين إلى جيل الاستقلال” مشيرا إلى رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأخيرة التي يدعو فيها الشعب الجزائر للمشاركة القوية في الانتخابات، كما دعا ولد عباس المواطنين إلى “الخروج بقوة للتصويت خلال انتخابات 4 مايو وعدم الالتفات إلى دعاة المقاطعة”.
وبعد أن أشاد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى بإنجازات الرئيس بوتفليقة في كل المجالات و على رأسها الوئام المدني و المصالحة الوطنية اللذين بفضلهما أصبح المواطن “ينعم بالأمن و الاستقرار في بلاده” أوضح أن برنامج حزبه يرتكز على أربعة محاور وهي “الإبقاء و المحافظة على امن و استقرار و وحدة البلاد و تحسين تسيير الجزائر و إعمار البلاد بالإضافة إلى تحسين السياسة الاجتماعية و الاقتصادية للبلاد”.
كما رافع الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي من أجل إقامة سياسة صناعية “متينة” و دعم الفلاحة و الفلاحين لتمكينهم من المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي و دعم الاستثمار لخلق مناصب شغل و منح سكنات للشباب و إنشاء صناديق الضمان و حماية السوق الوطنية لفائدة المقاولين الجزائريين ورفع ميزان الصادرات و خفض الواردات و تجنب المديونية الخارجية.
و من جانبه، دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي بالجزائر العاصمة المواطنين إلى إحداث “المفاجأة” بالتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 4 مايو و انتخاب على من يراه أقرب إلى طموحاته بهدف إثبات للجميع أن السيادة للشعب لا غيره منبها الى وجود “تلاعبات حزبية و سياسية هدفها طرد الشعب من الساحة العامة خوفا من مشاركته في الانتخابات”.
وأوضح ذات المسؤول الحزبي أن “هدف هذه التلاعبات هي جعل المواطن يتخوف من هذه الاستحقاقات و بذلك ستتناقض نسبته بصورة كارثية”.
ومن جيجل، اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أن الرهان الأساسي للانتخابات التشريعية ل4 مايو المقبل هو “الحفاظ على استمرارية الجمهورية” داعية إلى التعبئة و المشاركة بكثافة في الاستحقاق المقبل لأجل تجسيد “فاعلية” الدستور الحالي و “تحقيق أغلبية حقيقية في البرلمان المقبل”.
أما رئيس التجمع الوطني الجمهوري، عبد القادر مرباح، فقد رافع من أجل “جزائر قوية بدون بترول” مؤكدا على ضرورة البحث عن موارد دخل جديدة خاصة في ظل انخفاض أسعار البترول.
و في هذا السياق أكد ذات المسؤول الحزبي على ضرورة إيلاء أهمية “بالغة” لتطوير المجال الفلاحي الذي سيساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الغذائي كما قال داعيا الشباب إلى الاستثمار في هذا المجال, إلى جانب القطاع الاقتصادي من خلال تقديم تسهيلات للشباب لإنجاز مؤسسات مصغرة شرط التزامهم بتسديد القروض.
ولدى تنشيطه لخرجات جوارية بتيبازة دعا رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين المواطنين إلى التصويت ب”قوة” يوم الاقتراع و منح ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة تمثيل أنفسهم داخل البرلمان على اعتبار أنهم أدرى بشؤونهم و ما يصلح لهم.
وجاء خطاب رباعين لصالح فئة ذوي الاحتياجات الخاصة كون تشكيلته تناضل من أجل “سياسة اجتماعية عادلة و متساوية ” مع كل المواطنين لذلك منح الحزب الفرصة لترشيح شخص من تلك الفئة على رأس القائمة بولاية تيبازة.
وبدوره، قال رئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال بن عبد السلام بمدينة عين تموشنت أنه “لابد للجزائر أن تنتصر يوم 4 مايو لمواجهة التحديات التي تنتظرها” مبرزا أن “تشريعيات الرابع ماي تعتبر “محطة مفصلية لابد للجزائر ان تنتصر خلالها حتى يتسنى لها مواجهة التحديات التي تنتظرها”.
وأكد ذات المسؤول الحزبي أن “خيارنا سيكون سياسي سلمي حضاري ومدني بطريقة راقية” مبرزا أنه يتعين اختيار يوم الإقتراع “البرامج والرجال والنساء الذين نلتمس فيهم خير للبلاد والعباد” داعيا “إلى المشاركة في صناعة القرار السياسي لنؤثر لصالح وطننا والمصلحة العامة فهي فرصة لتحسين أمورنا وأوضاعنا من خلال هذه المشاركة”.
نفس الدعوات أطلقها الأمين العام لحزب إتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية نور الدين بحبوح من باتنة معتبرا أن “التغيير أصبح ضرورة وطنية” كما دعا إلى المشاركة بقوة في الاقتراع المقبل و كذا المشرفين على العملية الانتخابية إلى “ترك الكلمة الأخيرة للصندوق مهما كانت نسبة المشاركة” لأن البلاد بحاجة كما قال- الى “تضافر الجهود للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية التي اعتبرها تشكل خطرا على الجزائر والجزائريين”.