أصبحت وزيرة التربية والتعليم، نورية بن غبريت في الآونة الأخيرة هدف الإسلاميين والمحافظين المفضل. بالنسبة لهؤلاء، ليست الإصلاحات التي تقودها في التعليم، منذ تعيينها في عام 2013 على رأس وزارة التربية والتعليم، سوى تطبيق لتوجيهات القوة الاستعمارية السابقة. تعتقد الأحزاب الإسلامية الثلاثة في التحالف الأخضر وجبهة العدالة والتنمية بقيادة عبد الله جاب الله، أن هذه الإصلاحات ليست سوى نفي للثوابت الوطنية، فضلا عن كونها تقويضا للهوية الوطنية. بل انهم يتهمون بن غبريت بأنها تريد إزالة مادة التربية الإسلامية للمرشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا للمسالك العلمية وكذلك برغبتها في”فرنسة ” المواد العلمية في المدرسة الثانوية.
وعقب هذا، ردت وزيرة التربية والتعليم عبر حسابها على الفيسبوك على تجار الدين هؤلاء في غياب برامج سياسية حديثة كالتالي “تدريس المواد العلمية بالفرنسيين وإزالة ماد ةالتربية الإسلامية للمرشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا بالمسالك العلمية ليست سوى تكهنات جديدة …”. وفي هذا الأطار، كان، وزير التعليم العالي، الطاهر حجار قد صرح مؤخرا بأنه ضد الإصلاحات التي يبدو أن وزيرة التربية والتعليم تريد الشروع فيها. ولكن ليس من المفجئ أن يصدر هذا من أحد المسؤولين عن جبهة التحرير الوطني، وهو الحزب الذي إستولى على الثورة ومنع أي تقدم ديمقراطي حديث للبلد منذ عام 1962.
لذلك، فان ما قالته وزيرة التربية والتعليم لن يوفر فرصة لهؤلاء المحتالين لتسويق الثوابت الوطنية لتحقيق مصالحهم. والمفارقة في انتفاض الإسلاميين والمحافظين، هي كونهم لا يتوجهون بشكل مباشر لرئيس الجمهورية حيث أن وزيرة التربية والتعليم تطبق برنامج الحاكم الأول للبلاد. والواقع أن هؤلاء “الحماة” الذين يدعون الوعي الوطني ، لم يكن أبدا لديهم الشجاعة لانتقاد مباشرة رئيس الجمهورية ، الذي يقف وراء هذه الإصلاحات نظرا لخوفهم على مصالحهم.