وبدأت المناورات في حزب جبهة التحرير الوطني .فالتوترات العالية التي تمر في جبهة التحرير الوطني ليست سوى انعكاسا لتلك التي تجري على راس السلطة. بعد خروج 14 من المجاهدين والأعضاء السابقين في قيادة جبهة التحرير الوطني، كرر أنصارالسعدني دعوتهم علنا الى استقالة القيادة الحالية للحزب. ووفقا لبيان من المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني فالقيادة الحالية للحزب كررت دعمها القوي للأمين العام الحالي عمار السعدني. و بالتالي فالبيان يدعو نشطاء الحزب على البقاء “يقظين ملتحمين حول القيادة الشرعية الخاصة بهم التي جاءت بعد المؤتمر العاشر للحزب.
من جانبهم، بررالمجاهدون الاربع عشر والقادة القدماء لجبهة التحرير الوطني، ياسف سعدي، زهرة ظريف، القائد عز الدين وجيلالي كروج مطالبتهم الامين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني بالتنحي، بكون الحزب انحرف عن أفكاره القديمة. بالنسبة لهم، يدخل هذا النداء ضمن هدف ” تحرير جبهة التحرير الوطني المصادرة.” و وفقا لهؤلاء القادة السابقين، فان حزب جبهة التحرير الوطني، سقط في يد المبتزين و المافيا التي لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بجبهة التحرير الوطني التي عهدوها. وبالتالي، يتعلق الأمر بالشرعية الثورية في مواجهة “زيف” شرعية المؤتمر ال10 لجبهة التحرير الوطني.
ويذكر أن خروج المجاهدين القدماء، حدث بأيام قليلة بعد خروج الأمين العام لجبهة التحرير الوطني سابقا،عبد العزيز بلخادم. هذا الأخير، كان قد التقى عبد الرحمن بلايات ، القائد البارز لمعارضي الأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني. وهذا اللقاء بين القائدين السابقين للحزب، ويقصد به أن يكون العمل الأول لجمع كل معارضي السعدني، وأيضا بمثابة نذير تغيير كبير داخل الحزب في الأيام القادمة. أيضا، فإن المقصود من خروج بلخادم هو تحدي رئيس الجمهورية، كرئيس للحزب، اذ أن هذا الأخير طرده من صفوفه منذ أغسطس 2014.
من هذا، فخروج كل من المجاهدين الأربع عشر و بلخادم و بلايات يندرجان في نفس المداخل والمخارج. اذ اان هناك طرف في الجزء العلوي من السلطة يقف وراء ذلك. والسؤال المطروح يبقى، الى متى يمكن أن يقاوم السعدني. لأن شرعية الممارسة التي تأتي من الدعم المباشرالذي يتلقاه من نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش، تتصدى لها الشرعية الثورية التي نشات في نوفمبر 1954.