من المؤكد أن الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة لعام 2017، ستضع على المحك تماسك المعارضة السياسية. حيث أن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ، خرج للتو عن تحفظه منتقذا أحزابا معينة من هيئة التنسيق و التتبع. وعقب الاجتماع الذي جمع احزاب الهيئة مؤخرا في الجزائرالعاصمة، و الذي اختلفوا خلاله على النهج الواجب اتباعه فيما يتعلق بالانتخابات القادمة، وجد حزب التجمع من أجل الثقافة و الديموقراطية أن هذا الاختلاف يتعارض مع الأهداف الأساسية لهيئة التنسيق و التتبع. و خلال هذا الاجتماع، اقترح الحزب أنه يجب على المعارضة التي تحالقت في الهيئة، أن تتخذ موقفا مشتركا و موحدا تجاه انتخابات 2017. حيث أنه اذا تبنت المعارضة نهجا مشتركا، ستزداد مصداقيتها أمام المواطنين. لكن احزابا أخرى في هيئة التنسيق و التتبع، مثل حزب طلائع الحرية بقيادة علي بن فليس و حركة مجتمع السلم بقيادة عبد الرزاق المقري، لا تشاطر رأي حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. فبالنسبة لهؤلاء،تعود مسألة المشاركة أو مقاطعة الانتخابات الى قرار كل واحد من الأحزاب على حدة . لكن بالنسبة لحزب التجمع من أجل الثقافة و الديموقراطية، يتناقض هذا الموقف الملتبس مع الهدف الرئيسي من إنشاء هيئة التنسيق و التتبع و الذي يقتضي الخروج بموقف موحد قادر على تحدى السلطة بشكل مباشر.