خلال إشرافه يوم أمس الأحد بباتنة على افتتاح ملتقى دولي حول الشهيد مصطفى بن بولعيد بمناسبة إحياء ذكرى مئوية ميلاده ، أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني بالقول : “أننا سنبقى مدينين مهما طال الزمن وتعاقبت الأجيال لأبطال تاريخنا ورموز وطننا من أمثال الشهيد مصطفى بن بولعيد”.
وأضاف زيتوني في كلمته خلال هذا الملتقى بجامعة باتنة 1 بحضور وفد وزاري و الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين والقائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية وعدد من رفقاء الشهيد بأن الأجيال “ستبقى تنهل من مآثر هؤلاء التي لا تنضب وتتخذ من الرصيد التاريخي الزاخر الذي ندر مثله في تاريخ البشرية جمعاء درعا تحتمي به في مواجهة الملمات ومرتكزا للمضي قدما في تحقيق المزيد من النجاح والانتصارات”، ـ و التي حسب زيتوني ـ تضاف إلى السجل الحافل الذي صنعه أبناء الجزائر عبر العصور.
كما قال السيد زيتوني “إن واجب العرفان و واجب الفخر والاعتزاز يقتضيان منا اليوم أن نكثف الجهود وأن نثابر في استقراء صفحات تاريخنا واستجلاء معانيه لأنه الإسمنت الذي يقوي الوحدة الوطنية ولأن تضحيات الأجيال المتوالية كانت على الدوام حصانة ومناعة لجزائر قوية وآمنة، لذا علينا جميعا أن نؤدي كذلك واجبنا نحو ذاكرتنا لحفظها من التشويه والنسيان.”
و واصل وزير المجاهدين قائلا “إن احتفاءنا اليوم بمئوية ميلاد الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد يختزن من المعاني والدلالات ما يحملنا للوقوف خشوعا و إجلالا أمام روح هذا البطل وإخوانه الذين صنعوا أمجاد الجزائر ومن لحق بهم من بعدهم من إخوانهم المجاهدين الأخيار”.
و من جهته، أشاد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو هذه الاحتفالية التي نظمت تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مؤكدا بأن التاريخ سجل تميز مصطفى بن بولعيد عن أقرانه حيث وهب حياته وأملاكه لهذا الوطن مضيفا بالقول “إننا أمام رجل شاء القدر أن يكون في طليعة أولئك الأخيار الذين أضاءوا درب التضحيات أمام قوافل الشهداء.”
فيما تميز حفل افتتاح هذا الملتقى الذي حضره الأمناء العامون للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين والشهداء و تنسيقية أبناء الشهداء وعديد الضيوف بشهادة قدمها رفيق الشهيد المجاهد صالح قوجيل الذي تكلم بإسهاب عن دور مصطفى بن بولعيد في التخطيط لاندلاع الثورة التحريرية مباشرة بعد مجازر 8 ماي 1945 وكيف ساهم بماله الخاص لشراء الأسلحة.
وأبرز صالح قوجيل أن مصطفى بن بولعيد “أب الثورة التحريرية و استحق هذا اللقب وعلى المؤرخين أن يسلطوا الضوء على مراحل عدة من فترات نضاله وتخطيطه لتفجير الثورة المسلحة” مذكرا بأن بن بولعيد كان بإمكانه أن يعيش حياة رغدة لأنه من عائلة ميسورة الحال لكنه ضحى بكل هذا وضاق الأمرين وسجن ثم استشهد مع رفاقه.
و بدوره، سلط وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار في كلمته بالمناسبة التطور الذي حققته الجزائر المستقلة بفضل التضحيات الجسام التي قدمها جيل نوفمبر من الشهداء والمجاهدين لاسيما في مجالي التربية والتعليم العالي ودعا الطلبة الذين كانوا حاضرين في القاعة إلى ضرورة المحافظة على هذه المكاسب التي تحققت بفضل تضحيات الرجال وأموال باهظة خصصتها الدولة لذلك.
وكان إحياء ذكرى مئوية ميلاد الشهيد مصطفى بن بولعيد (5 فبراير2017) قد استهل صبيحة يوم أمس بافتتاح معرض الذاكرة الوطنية بقاعة “أسحار” بوسط المدينة بمشاركة تسع (9) ولايات تلاه استعراض ضخم بمشاركة أزيد من 10 آلاف مشارك أنطلق من دار الثقافة محمد العيد آل خليفة وجاب طريق بسكرة مرورا بقاعة “أسحار” التي نصبت أمامها المنصة الشرفية الخاصة بضيوف عاصمة الأوراس .
واختتمت مراسم هذه التظاهرة بتسمية جامعة باتنة 2 باسم الشهيد مصطفى بن بولعيد وكانت قد تضمنت يوم السبت زيارة لمقبرة الشهداء بنارة بمنعة التي يتواجد بها ضريح بن بولعيد وكذا منزله بآريس الذي تم تحويله إلى متحف ليحضر الوفد الوزاري في السهرة ملحمة وطنية بالمسرح الجهوي تعرض مراحل كفاح الشعب الجزائري.
يذكر بأن والي باتنة محمد سلاماني أهدى باسم مجاهدي وسكان وسلطات ولاية باتنة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة المصحف الذي أقسم عليه المجاهدون بحضور الشهيد مصطفى بن بولعيد في اجتماع لقرين الشهير الذي انعقد في آخر أسبوع من شهر أكتوبر 1954 بدار بن مسعودة بقرية بولفرايس ببلدية أولاد فاضل قبيل اندلاع الثورة التحريرية وتم تسليمه لوزير المجاهدين الذي كرم بالمناسبة عائلة الشهيد البطل.