على بعد أشهر قليلة من الاستحقاقات الانتخابية التشريعية،أعلن حزب جيل جديد، رسميا مقاطعة هذه الانتخابات نظرا لـ”انعدام ضمانات نزاهتها”.
و خلال ندوة صحفية عقدها أمس سفيان جيلالي بمقر حزبه بالعاصمة، شن هجوما لاذعا على رجالات السلطة وأحزاب المعارضة التي قررت المشاركة في الانتخابات، في وقت خص جيلالي مدير ديوان الرئاسة، أحمد أويحيى، بالنصيب الأكبر من الهجوم.
و أكد جيلالي خلال هذه الندوة الصحفية أن النظام لم يكن له سوى بديل واحد، “إما القبول بانتخابات حقيقية مع الرحيل أو التزوير مع البقاء، لكنه للأسف اختار الطريق الثاني”. وبسبب هذا الواقع، اختار الحزب، وفق رئيسه، بعد انعقاد مجلسه الوطني، مقاطعة الانتخابات التشريعية والانخراط في حملة من “مقاطعة إيجابية”.
وبرر جيلالي مقاطعته للانتخابات، لاعتقاده أن التنافس الانتخابي المقبل ليس سوى “كوميديا سيئة الإخراج”، بسبب “عدم إمكانية الوصول للبطاقية الانتخابية”، و”وجود 3 ملايين ناخب متوف بها، إلى جانب وضع قوائم لناخبي المؤسسة العسكرية تحت تصرف الإدارة”، و”تمويل مرشحي النظام بإعانات مالية قانونية وبالمال القذر”، و”غياب كلي لرقابة اللجان الانتخابية التي تقوم بإعداد المحاضر وفق تعليمات فوقية”، ناهيك عن “الاختلالات الخطيرة في القانون الجديد غير الدستوري الذي يضبط الانتخابات”.
و اتهم جيلالي رجالات السلطة بإيصال البلد إلى هذا الوضع المجهول، وأولهم الرئيس بوتفليقة الذي قال إن منصبه يعاني الشغور، بالإضافة إلى وجود تضارب وتناحر بين هؤلاء ظهر في الكثير من التصريحات والتصريحات المضادة بين المسؤولين أنفسهم.
و وجه سفيان جيلالي مدفع هجومه صوب أحمد أويحيى، الذي اتهمه بالتحالف مع رجال المال ومع علي حداد، رئيس منتدى المؤسسات شخصيا، تحضيرا لخلافة بوتفليقة ودعمه في الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019.
و بخصوص شركائه في المعارضة الذين قرروا المشاركة في الانتخابات، اعتبر رئيس جيل جديد ما أقدموا عليه فعلا يقترب من خيانة المشروع الذي بدأته أحزاب الانتقال الديمقراطي مع بعض.
و قال في عبارة قوية تلخص المشهد: “جيل جديد الذي لم يركن أبدا إلى الوهم، يسجل بحسرة أن الطبقة السياسية المسماة “معارضة”، أهملت مشروعها الوحدوي من أجل الانضواء في منطق النظام نفسه”.
وتابع قائلا : “العديد من الأحزاب السياسية تتبنى خطابات وهاجة، وعدد منها يقوم ببعض المزايدات، لكن في الواقع يصطفون في النهاية مع الخيارات الاستراتيجية للنظام، أكثر من ذلك، ففي الوقت الذي لا تتوقف فيه السلطة عن إهانة المعارضة، البعض يجري وراءها من أجل المشاركة في التسيير الحكومي وإنقاذ البلاد”.
و بحسب جيلالي، فإنه لا بد من الاعتراف أيضا بأن الشعب لم يتحمل مسؤولياته بعد، وهذا لعدم وجود قدوة ملهمة، واتضح الآن أن السلطة نجحت في تكسير الإرادة الجماعية وغرست ثقافة “كل لنفسه”، وفي نفس السياق، أضاف رئيس الحزب أنه لا بد من اكتساب ثقافة المقاطعة الإيجابية التي لا تهمل السياسية وتعمل على التغيير.