تعرض لرسول الله صلي الله عليه وسلم رجل عند رميه الجمرة الأولى فقال يا رسول الله أي الجهاد أفضل ؟ فسكت عنه فلما رمى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه فلما رمى جمرة العقبة وضع رجله في الغرز ليركب قال أين السائل قال أنا يا رسول الله قال كلمة حق عند سلطان جائر.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين قال أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر فللسلطان بطانتان بطانة السوء وبطانة الخير بطانة السوء تنظر ماذا يريد السلطان ثم تزينه له وتقول هذا هو الحق هذا هو الطيب وأحسنت وأوفدت ولو كان والعياذ بالله من أجور ما يكون تفعل ذلك مداهنة للسلاطين وطلبا للدنيا أما بطانة الحق فإنها تنظر ما يرضى الله ورسوله وتدل الحاكم عليه هذه هي البطانة الحسنة
إذن ينحصر معنى الحديث في من قال الحق وهو يتوقع الأذى بالقتل وغيره وهو قادر على تحمل هذا الابتلاء إذا كان يعلم أن مفسدة قتله أو أذاه ستؤدي إلى مصلحة إعزازٍ الحق والدين بتغيير المنكر أو بغير ذلك من صور إعزاز الحق والدين ونصرته . كما حصل مع غلام أصحاب الأخدود الذي كان قتله نشرا للدين ونصرا له .