إن الصراع السياسي اليوم في الجزائر تحول إلى مسرحية مملة وبنفس السيناريو مع اختلاف ادوار الممثلين وقد تنتقل المسرحية من داخل مجلس الشعب إلى الساحات العمومية وشاشات التلفزيون وأمواج الراديو.وهناك أقوال واتهامات بين الممثلين عفوا السياسيين تعدت منطق العقل والحوار المسؤول. ان ا لمعارضة في الجزائر هي عبارة عن مجموعة من السياسيين يلعبون دورا متقنا لتمثيل معارضة النظام السياسي القائم هذه الأحزاب السياسية التي تندد صباح مساء بتصرفات الرئيس وتصرفات وزراءه ووزيره الأول هي نفسها التي تجلس مع اعضاء الحكومة في جلسات سرية في احسن المنتجعات السياحية .
ان الاسباب الرئيسية لعدم تمكن احزاب المعارضة من ان تؤدي دورها كمعارضة مقيٌمة للوضع العام و مصححة للأخطاء و مرممة للثغرات و تبحث عن مصلحة الشعب هي عدم اختلافها عن احزاب السلطة في التركيب و العمل الحزبي الفعلي على الارض و في المناهج و تطبيق الديمقراطية و الشفافية و الفساد داخل احزابهم فهم يصرخون منادين بتطبيق البرامج المثالية من قبل السلطة قبل ان يلتزموا هم بأنفسهم بها داخل سلطتهم الحزبية فطبيعة عملهم الشكلي و الجوهري لا يختلف بقيد انملة عن احزاب السلطة .الفساد الذي ينتقدونه فهم قبل السلطة يتصفون به داخل احزابهم و بصريح العبارة ان وجوههم و صفاتهم و تصرفاتهم و خلفياتهم و وضعهم الاجتماعي الذي يميل الى عيشة البذخ والترف وأبنائهم الذين يدرسون في افضل الجامعات الدولية تجعلك تقول في الاحزاب الحاكمة والمعارضة لا يوجد في القنافذ أملس .