تحدثت تسريبات من محيط الرئيس مقربة من شقيقه السعيد بوتفليقة الذي يتوفر على سلطات تدخل واسعة و غير معلنة في المجالات السياسية و الاقتصادية بالبلاد ان هناك تحالفات في الخفاء تضم الجنرال البشير بنطالب و اللواء رشيد لعلالي و اللواء جبار مهنا و الجنرال عبد القادر آيت وعراب و الجنرال فوزي وجنرالات اخرون لإشعال حرب صقور و تقسيم تركة رئيس الجمهورية. هذا الحلف يقوده محمد لمين مدين المعروف باسم الجنرال توفيق والذي رغم تنحيته يعتبر أقوى شخصية عسكرية بالجزائر و يوصف بصانع الرؤساء الجزائريين المتعاقبين على قيادة البلاد منذ عهد الراحل الشاذلي بن جديد .
. ساد توتر عميق العلاقة بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقيادة الاستخبارات و الجيش الجزائري ويبدو أن بوتفليقة والجنرال توفيق خططا مبكرا لتنحية بعضهما البعض.فضباط كبار في الجيش والأمن والمخابرات و أحدهم من أشد مقربين للجنرال توفيق قال ان الجنرال عازم على تنحية الرئيس الجزائري وإصدار أوامر لقائد الجيش مستغلا مكانته السابقة كأقوى رجل في الجزائر وكان الكل يسمع اوامره وسببه الوحيد في تنحية الرئيس أن بوتفليقة يقود البلاد إلى الفوضى وكان الجنرال قد تحدا الرئيس بوتفليقة مرارا وعصى أوامره مرتين على الأقل عندما كان على رأس الاستخبارات.
وكان الجيش يخطط لتولي زمام الأمور في الجزائر منذ اعوام. وجاءت الفرصة عندما بدأت صحة الرئيس في تدهور وأنداك بدأ الجيش اعداد لخطة تمرد مبكرا وتواصل مع عدة أطراف من رجال اعمال وكان سببهم تنحية الرئيس هو اختلافهم الجذري مع بوتفليقة و حول السياسة التي يتبعها المحيطين به. لهذا فالجنرال توفيق ورغم تنحيته فمزال يملك العديد من أوراق الضغط و التحكم في المشهد السياسي و الأمني و الاجتماعي للبلاد ولن يستسلم بسهولة لإرادة محيط الرئيس الماضية قدما في إحتضان المؤسسة العسكرية النافذة و ضمها الى جناحها تمهيدا لتمرير كرسي الرئاسة لأحد المقربين من محيط الرئيس ولهذا جيش الجنرال جزء واسع من الاعلام الجزائري الذي ما زال وفيا لأولياء نعمته بالمؤسسة العسكرية التي يشكل الجنرال القوي توفيق جزءا مهما منها , الاعلام الجزائري ما فتئ يخدم علنا أجندة الجنرالات عبر تأليب الرأي العام الجزائري ضمنيا ضد فكرة بقاء الرئيس الجزائري على عرش الجزائر رغم مرضه و يهاجم باستماتة الشخصيات السياسية التي عبرت عن دعمها لبقاء بوتفليقة . و في هذا السياق يرى المحللون السياسيون أن تنحية عمار سعداني من زعامة الافلان الذي صرح فيما قبل بأن الجنرال توفيق هو سبب مصائب الجزائر ومهندس العشرية السوداء ما هو الى انتصار رمزي لحلف الجنرالات ضد محيط الرئيس.
الرجل القوي في حلف محيط الرئيس والذي يخشاه حلف الجنرال توفيق هو أحمد قايد صالح هو رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الجزائري ولد في 13 يناير 1940 بعين ياقوت بولاية باتنة وهو من أكثر الأشخاص ولاء لرئيس بوتفليقة. وقد يفعل كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق أهدافه ومصالحه كما أنه عملي ويعرف كيف يدير معاملاته المادية بحكمة.و يستثمر أمواله في المشاريع المدروسة والواقعية خارج حدود البلاد ولا يقدم على أي خطوة إلا إذا قام بدراستها جيدا. يهتم أيضا بتأمين مستقبل عائلته والمقربين منه لهذا فهو يحسب قراراته جيدا. وحسب من يشتغلون في الجيش فهو من الأشخاص الذين يصعب قرائتهم. سبب ولائه الشديد لبوتفليقة يعود الى تاريخ 03 أوت 2004 عندما نجى من تنحية محتمة وذلك بعد أن توسطوا له أشخاص نافدين لدى أم الرئيس الجزائري لكي لا يحيله على التقاعد كباقي الجنرالات تقلد رتبة فريق بتاريخ 05 جويلية 2006 وفي 11 سبتمبر 2013 تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع الوطني رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي.ومن هنا جاء رد الجيش على حلف الجنرال توفيق فقد ندد الجيش الوطني الشعبي بالمحاولات اليائسة لزرع الفوضى والانقسام. وجاء في في مقال بعنوان الجيش الوطني الشعبي وفاء للمهام الدستورية في مجلة الجيش لشهر نوفمبر بان الانسجام بين الجيش الوطني الشعبي والشعب الجزائري والوفاء للوطن هم أقوى وأعمق من أن تنال منهم المحاولات اليائسة لزرع الفوضى والانقسام.وبمعنى ان الجيش سيقف ضد كل من يحاول تنحية بوتفليقة .
ان صراع أجنحة السلطة المتأجج بين الرئاسة و فلول الجنرالات التي ما زالت تتحكم في رقعة واسعة و مؤثرة من المشهد السياسي الجزائري مفتوح حتما على سيناريوهات متعددة أبرزها وأخطرها ارجاع سيناريو العشرية السوداء و إعادة البلاد الى حمام الدم أو سقوط بوتفليقة نفسه بضربة قاضية و متوقعة من طرف مؤسسة الجيش التي لن تقبل أن تتخلى عن الامتيازات و النفوذ التي راكمتها طيلة نصف قرن من تاريخ الجزائر المستقلة.