استنكر الجيش الوطني الشعبي أمس السبت دعوات لتدخله من أجل عزل رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة بسبب مرضه، وما وصفه بمحاولات “يائسة” لضرب وحدة القوات المسلحة، محذرا ممن وصفهم بـ”المصطادين في المياه العكرة”، و ندد بالمحاولات اليائسة لزرع الفوضى والانقسام.
و أتى هذا الاستنكار في مقال نشرته “مجلة الجيش”، لسان المؤسسة العسكرية في عددها لشهر نوفمبر الجاري، والصادر مساء أمس السبت.
ويأتي هذا المقال على بعد أيام من عودة رئيس الجمهورية بوتفليقة البالغ من العمر 79 عاما، و الذي تعرض عام 2013 لجلطة دماغية، إلى الجزائر الثلاثاء الماضي، بعد رحلة علاجية لنحو أسبوع بفرنسا.
وجاء في في المقال الذي حمل عنوان “الجيش الوطني الشعبي وفاء للمهام الدستورية” في مجلة الجيش لشهر نوفمبر بأن الانسجام بين الجيش الوطني الشعبي والشعب الجزائري والوفاء للوطن هم أقوى وأعمق من أن تنال منهم المحاولات اليائسة لزرع الفوضى والانقسام.
كما ذكر كاتب المقال بنداءات بعض الشخصيات والأحزاب السياسية لتطبيق المادة 88 من الدستور ضد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعد انتقاله بمستشفى فال دو قراس في 2013 “في الماضي القريب تعالت بعض الأصوات ونادت بصراحة الجيش الوطني الشعبي لخرق الدستور والقانون وذلك لتجسيد كل ما فشلت عن تحقيقه عبر الطرق الدستورية الشرعية والديمقراطية”.
وأشار كاتب المقال للقراءات التي تم تداولها بعد استقالة عمار سعداني من رأس الافلان وربطوا ذلك باقترابه من نائب وزير الدفاع وقائد الأركان الفريق احمد قايد صالح ورئاسيات 2019 ” اليوم وبعد فشل هذه المحاولات اليائسة لا تتوانى، هذه الأطراف التي اعتادت الصيد في المياه العكرة، عن المبالغة في الأوهام، وذلك بخلق قصص من نسج الخيال”.
وحسب كاتب المقال فإن الهدف من هذه المحاولات اليائسة هو المساس بالمصداقية والوحدة والانضباط وتجند الجيش الوطني الشعبي للقيام بمهامه الدستورية.
و أضاف كاتب المقال أنه “في الوقت الذي تتعالى فيه هذه الأصوات من وقت إلى آخر لمحاولة زرع النميمة والفتنة يواصل الجيش الوطني الشعبي القيام بمهامه الدستورية بكل إصرار ومثابرة من اجل المحافظة على السيادة الوطنية وسلامة التراب الوطني”.
و للإشارة فإن عددا من الأحزاب والشخصيات المعارضة أطلقت عامي 2013 و2014 دعوات للجيش للتدخل من أجل عزل بوتفليقة بعد تعرضه لجلطة دماغية.