لا تخلوا الخرجات الإعلامية للمشير عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، خصوصا تلك الاجتماعية منها من الجدل الذي يصاحبها، آخر هذه الخرجات المثيرة للجدل كانت مع فتاة فقيرة عرفت إعلاميا بـ “فتاة العربة”.
وسائل الاعلام المصرية الداعمة للنظام الحالي استغلت بشكل كبير هذا الحدث الاجتماعي من أجل التسويق للسيسي الذي أصبح يفقد يوما عن يوم شعبيته وسط داعميه بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تعيشها البلاد بسببس قرارات المؤسسة الرئاسية والمؤسسة العسكرية والحكومة المصرية.
الإعلام المصري بدأ حملته مستغلا حالة “فتاة العربة” من أجل الهجوم على الشباب المصري مهما إياهم بعدم الرغبة في العمل والجلوس على المقاهي مع انقاد النظام طول الوقت، وذلك بدل السعي وراء أرزاقهم ضاربا المثال بالفتاة التي تم استغلال صورها من أجل الترويج لصورة “السيسي الرئيس العطوف”.
وحرص الرئيس المصري خلال اللقاء على إظهار حفاوته بالفتاة ومنحها شقة سكنية وسيارة ومبلغ مالي وعدد من العطايا الأخرى.
من جهته قال السفير علاء يوسف، المتحدث بإسم الرئاسة المصرية إنه قام بتوجيه الدعوة إلى الفتاة التي تدعى “منى” من أجل المشاركة في المؤتمر الوطني القادم للشباب من أجل العرض على الشباب تجربتها على المشتركين التي تتميز حسب ذات المتحدث بالجدية والمثابرة.
على الجانب الآخر، قال المدير السابق لمعهد إعداد القادة، اليساري يحيى حسين عبد الهادي إن هذه اللفتات الإنسانية مطلوبة من كل رئيس ولا غبار عليها، لكنها تبقى في إطار واحد هو العلاقات العامة، ولا تعني بأي حال من الأحوال إعفاء اللرئيس المصري وحكومته من مسئوليتهم في القيام بالحركات التنفيذية بهدف الرفع من الظلم الاجتماعي من طبقة فتاة بأكملها.
عبد الهادي قال في تصريحات صحفية :” لا بد من سن تشريعات قانونية تحفظ حقوق الفقراء عموما، وهذا يتلخص في مبدأ العدالة الاجتماعية الغائب عن هذا الوطن، والذي يعتمد على الرؤية السياسية في إدارة موارد البلاد المتاحة، بغض النظر عن كثرة أو قلة هذه الموارد، نظام السيسي يحاول الظهور أمام الرأي العام بمظهر المحارب للفساد، والمدافع عن حقوق الفقراء، بينما هو في الحقيقة يتحالف مع رجال الأعمال من نظام المخلوع حسني مبارك الفاسد، ما يكشف للمصريين أن حرب السيسي على الفساد ما هي إلا حرب كلامية فقط دون أي مضمون”، مضيفا :” أكبر دليل على ذلك؛ هو تكميم وسائل الإعلام المدافعة عن الفقراء، مثلما حدث مع الإعلامي عمرو الليثي الذي عرض فيديو سائق التوك توك، وكذلك إقالة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المستشار هشام جنينة؛ لأنه تجرأ وكشف حجم الفساد في البلاد”.
وبدأ حكاية الفتاة عندما قام الإعلامي عمرو أديب، الإعلامي الموالي لنظام عبد الفتاح السيسي بعرض صورة الفتاة وهي تجر عربة ثقيلة، معتبرا إياها نموذجا للشاب المصري يجب أن يحتذى به، بدل أن يقوم الشباب بانتقاد الرئيس والنظام وينتظر التعيين في الوظائف الراقية، لتعلن بعدها الرئاسة استقبال السيسي للفتاة للإسماع لمشاكلها.