بعد التصريحات التي المح فيها الرئيس التركي الطيب رجب اردوغان الى دعم محتمل من طرف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفتح الله غولن، المتهم الاول في الانقلاب العسكري الفاشل حسب انقرة، لم يتأخر السيسي كثيرا من اجل الرد، مستعينا بوزارة خارجيته هذه المرو، ليكون الرد بشكل غير مباشر.
السيسي رد الاتهام باتهام آخر وجهه نحو انقرة مباشرة عبر الخارجية والتي اعتبرت ان الرئيس التركي الطيب رجب اردوغان ونظامه، عملا دون كلل على التحريض على زعزعة الاستقرار في مصر، مستعينا ايضا بإعلامييه الذين شنوا حملة كبيرة على تركيا مطالبين بإغلاق سفارتها في القاهرة.
وسائل الاعلام المصرية والتي تدعم بشكل كبير الجنرال عبد الفتاح السيسي، اعتبرت ان ما صرح به اردوغان هو اهانة بالغة جديدة للسيسي ولمصر تحمل اتهامات خطيرة وأوصافا غير لائقة، فيما اعتبرت تقارير إعلامية متتبعة ان الخرجات الإعلامية للطرفين تعير علاقاتهما الديبلوماسية الى النقطة التي كانت قد انطلقت منها من حوالي ثلاث سنوات بعر الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي ضد جماعة الاخوان المسلمين.
وكان أردوغان قال في لقاء أجرته معه فضائية “الجزيرة” القطرية، ضمن برنامج “المقابلة”، وبثت جزأه الثاني مساء الخميس، بحسب “الأناضول”، إن “النظام المصري يساند الكيان الموازي، ويجب أن أقول ذلك بصراحة”، في إشارة إلى جماعة فتح الله غولن الذي يتهمه نظام أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 تموز/ يوليو الماضي.
وكان الرئيس التركي في لقاء أجراه مع قناة الجزيرة القطرية ضمن برنامجها الجديد “المقابلة” قد قال حسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية الرسمية ان نظام السيسي يقوم بمساندة الكيان الموازي قاصدا جماعة “الخدمة” والتي يتزعمها المعارض التركي فتح الله غولن المقبم حاليا في الولايات المتحدة الامريكية.
وأفاد اردوغان في كلامه للجزيرة بالقول :”النظام المصري يساند الكيان الموازي، ويجب أن أقول ذلك بصراحة، نحن نفرق بين الشعب المصري والإدارة هناك.. الشعب المصري هو كل شيء بالنسبة لنا.. نحب الشعب المصري كأنه شعبنا؛ لأن الروابط التي تربطنا قوية جدا، لذلك قدمنا دائما كل أنواع الدعم لمصر، ولكننا ضد الحكومات الانقلابية”، مضيفا وبلهجة أشد:” عبد الفتاح السيسي كان وزير دفاع في فريق محمد مرسي، ولكم أن تتخيلوا أن وزيرا في فريق يستغل سلاح الجيش وقوته للانقلاب على رئيس دولته، لا يمكن القبول بهذا الأمر، نحن إلى جانب كل الحريات وحمايتها، نحن حراس الديمقراطية، والشعب المصري سيجدنا دائما بجانبه في صراعه من أجل الديمقراطية”.
الخارجية المصرية لم تنتظر كثيرا للرد على التصريحات الصحفية للرئيس التركي، حيث قالت في بيان رسمي لها عبر المتحدث الرسمي بإسمها احمد ابو زيد انه ليس من المستغرب حقا ان تصدر هذه التصريحات عن الرئيس التركي للجزيرة القطرية على وجه الخصوص، معتبرا ان التصريح له نوايا واضحة من اجل زعزعة استقرار مصر، في إشارة الى تزامنه مع دعوات ثورة الغلابة 11 نونبر.
وقال نص البيان :” الرئيس التركي نصب نفسه حارسا للديمقراطية، وحاميا للحريات، في الوقت الذي تعتقل فيه حكومته المئات من أساتذة الجامعات والإعلاميين، والعشرات من نواب البرلمان، وتغلق عشرات الصحف، وتقصي عشرات الآلاف من الموظفين العموميين وضباط الجيش ورجال القضاء من وظائفهم، بحجه انخراطهم في مخطط الانقلاب علي النظام”.