قام موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا جديدا، تحدث فيه عن الاحتجاجات الأخيرة بالمغرب، والتي اندلعت بعد مقتل بائع السمك المغربي محسن فكري، وهو ما فجر العديد من الاحتجاجات بجميع أنحاء البلاد، رغم استعداد المغرب لإنعقاد مؤتمر قمة المناخ بمدينة مراكش المغربية.
وقال الموقع أن منعم فكري، شقيق محسن فكري الضحية، والذي كان جالسا علىكرسي صغير يتأمل ما يقع حوله ببلدة إمزورن، الواقعة في أقصى شمال المغرب تحدث عن أخيه قائلا :”محسن نجح في مجال عمله لأنه كان لطيفا مع الناس، فهو لطالما حاول إيجاد وظائف لإخوانه أو أصدقائه”.
وذكر الموقع بداية القصة والتي انطلقت بعد أن تمت مصادرة وإتلاف بضاعة محسن فكري من قبل رجال الشرطة، وذلك لأنه كان بصدد بيع سملك “أبو السيف” والتي تمنع السلطات المغربية بيعه في الفترة ما بين شهري أكتوبر ونونبر، وذلك في محاولة يائسة كانت من أجل استرداد السمك الذي كان يتم إعدامه في شاحنة للنفايات، وهو ما جعل القتيل يعلق في الآلة ويقدم حياته قربانا لسمكه.
وأفاد الموقع أنه ورغم الاحتجاجات الكبيرة التي عرفتها البلاد شمالا وجنوبا، والذي جعلت من فكري رمزا نضاليا في المغرب، إلا أن عائلته كانت مترددة في البداية وهو ما عبر عنه نوعا ما منعم شقيق محسن عندما قال :” أنا لست ضد هذه الاحتجاجات، لكن يجب أن تبقى في إطار سلمي”.
من جهته تحدث والد محسن عن اقتراب عقد مؤتمر قمة المناخ العالمي واصفا إياه بـ “فرصة البلاد للإثبات لجميع أن الجميع متشبث بالاستقرار الذي يسود المغرب، على عكس ما وقع ويقع في الكثير من الدول المجاورة، في إشارة إلى الدولة التي اجتاحتها احتجاجات الربيع العربي”.
وأضاف “ميدل إيست” أنه وفي قمة الاستعداد لإستقبال الوفود والشخصيات الكبيرة التي من المنتظر أن تحل بمدينة مراكش من أجل حضور مؤتمر قمة المناخ، الذي يبدأ يوم 7 ويختتم يوم 18 نونبر الحالي، برعاية الأمم المتحدة لمناقشة ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن الشعب المغربي لازال يعيش تحت هول الصدمة، حيث لازالت هنالك احتجاجات في البلاد، خصوصا في منطقة الريف، والتي يقول ساكنتها أن موف فكري ما هو إلا ترميز للمنطقة التي تم التخلي عنها من طرف السلطات المغربية منذ عقود طويلة.
وتجمع يوم الجمعة الماضي حشد كبير في ساحة محمد الخامس بمدينة الحسمية، حيث قام المحتجون بحمل الأعلام الأمازيغية بألوانها الاخضر والأصفر والأحمر والأزرق، حيث ترمز الإشارة التي يضمها العلم الى “الحرية”، حيث نقل الموقع عن أحد المحتجين يبلغ من العمر 20 سنة تصريحا قال فيه :” السلطات تخلت عن الريف، وأصبح من الصعب جدا العيش هنا وإيجاد وظيفة. أريد أن أغير هذا البلد ووضع هذه المدينة”.