اعتبر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية المعين أن المظاهرات التي خرجت في البلاد للاحتجاج على مقتل بائع السمك محسن فكري “ظلما” هو تعبير عن التضامن الشعبي مع هذا الشاب وأيضا في محاسبة المسئولين، ما يعني أن اختلالات الإدارة قد تكون سببا في وفاة هذا الشاب، مؤكدا أن هذه الاختلال الخطيرة ستكون على رأس أولوياته الحكومية في ولايتة الجديدة.
وقال بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المحسوب على التيار الإسلامي في حوار أجراه مع وكالة الأنباء الألمانية تم نشره الأربعاء، إن المظاهرات وخروج الناس إلى الشارع من أجل الاحتجاج على بائع السمك حسن فكري، بمدينة الحسمية شمالي البلاد، هو تضامن شعبي حقيقي مع قصة هذا الشاب الريفي ومطالبة بمحاسبة المسئولين عن هذه الحادثة الأليمة.
وأكد رئيس الحكومة المغربية السابقة والمقبلة تفهمه الكبير لحالة الغضب الكبيرة التي عبر عنها المواطنون في الحسيمة وبعض المدن المغربية على رأسها العاصمة المغربية الرباط، وقيامهم برفع شعارات تقوم بأن مقتل فكري كان بسبب السياسات القمعية والمتعنتة التي تتبعها الدولة المغربية في التعامل مع عموم المواطنين، خصوصا المواطنين البسطاء الذين لا يملكون أية امكانيات لا مادية ولا على مستوى السلطة.
وأفاد بنكيران في تصريحه متحدثا عن الوضع العام في المغرب حاليا :” لا لا لست صامتا عن القضية… فالملك أصدر أوامره ونحن ننفذ … ومن بداية القضية صدر بحقها توجيهات ملكية، وحينما يعطي جلالة الملك توجيهات مباشرة في إحدى القضايا، تعتبر الحكومة أن جلالة الملك قد قام بالواجب وأنه لا يوجد سبيل بعد ذلك لكي تدخل هي بشكل وبصفة مستقلة، لأن الملك قد أعطى بالفعل توجيهاته”، مضيفا في تبريره نوعا ما لعدم اقتناعه بجدوى هذه المظاهرات :” لمن أعطى جلالة الملك توجيهاته؟ … هو أعطى توجيهاته لكل من وزير الداخلية ووزير العدل وهما عضوان بالحكومة، إذن الأمور محسومة … الأوامر الملكية صدرت لوزير الداخلية، والأخير تعهد بأن النتائج سوف تعلن وكل من يستحق العقاب سيعاقب طبقا للقانون … وهذا الأمر على هذا النحو ليس محلا للنقاش”، مؤكدا :”الملك في المغرب هو رئيس الدولة وهو رئيس الإدارة و رئيس الحكومة… وأنا مجرد عضو في مجلسه الوزاري… ربما يصعب على البعض خارج المغرب تفهم ذلك، ولكن الملك هنا ببلادنا، بالإضافة لوضعه القانوني ومكانته الدينية، له مكانة كبيرة راسخة في عقول وقلوب الجميع وليس فقط في القوانين والدساتير، وحين يقوم بشيء أو يقول شيئا في قضية ما فهذا يعني أن هذه القضية قد حُسمت والذي يكون علينا بالحكومة هو التنفيذ فقط”.
لكن ورغم أنه كان قد دعى أتباعه في بيان رسمي إلى عدم السير في هذه المسيرات تماما كما كان قد فعل أيام الربيع العربي والحراك في الشارع المغربي، اعتبر بنكيران أن هذه الاحتجاجات جاءت في نطاق طبيعي للغاية وليس مستغربا معبرا عن ساعدته وراحته في نفس الوقت أن هذه الاحتجاجات مرت في إطار مسئول ومحافظ قام بوضع أمن البلاد واستقرارها فوق كل اعتبار.