جدل كبير أثير في بلاد الصين الشعبية، بعد أن قام رجل أعمال مسلم بانتقاد إطلاق إسم “خنزير” على شركة “علي بابا” الشركة الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية، وهو ما جر عليه وعلى الاقلية المسلمة اعديد من الانتقادات.
وقامت الشركة بتغيير إسم تطبيق حجز الترحلات التابع لها والذي كان يحمل إسم “علي تريب” إلى اسم آخر بالصينية يعني “الخنزير الطائر” فيما إسم التطبيق الجديد بالإنجليزية هو “فليغي”.
وقالت قناة “البي بي سي” البريطانية إن رجل الأعمال الصيني عادل محمد تور، المنتمي لأقلية الإيغور المسلمة انتقد الخطوة التي قامت بها شركة “سينا ويبو” الصينية للتواصل الاجتماعي والتي يتابعها مئات الآلف من المتابعين عبر العالم، معتبرا أن التطبيق المذكور يحظى بشعبية كبيرة في صفوف الأقليات الصينية، ذلك لأنه يتيح لذوي الأسماء الغريبة ( انطلاقا من الأسماء الصينية التقليدية) من حجز الرحلات.
وأضاف رجل الأعمال الصيني :” لكن بما أن “علي تريب” غيرت اسمها إلى “الخنزير الطائر”، فلا يسعني إلا أن أتوقف عن استخدام التطبيق، وهو ما قد يفعله كل أصدقائي من المسلمين لأن كلمة (الخنزير) محرمة للمسلمين في كافة أرجاء العالم. إن (علي بابا) شركة عالمية، ألا يسعها أن تنظر إلى محرمات المسلمين بعين الاعتبار ؟!”
على الصعيد الآخر واجه غالبية الصينيون تصريحات رجل الأعمال المسلم بشيء من الاستخفاف والاستهجان، متسائلين “هل هذا الأمر يعني أنه ينبغي محو كل إشارة للخنزير في الثقافة والأدبيات الشعبية للشعب الصيني”.
ومع هذا الضغط قام رجل الأعمال المسلم بالتراجع عن تصريحاته ومسحها على موقع التواصل الاجتماعي، لينشر يوم الأحد اعتذارا عن هذا التصريح”.
وقالت القناة البريطانية نقلا عن شركة “علي بابا” إنها قامت بتغيير إسم التطبيق من أجل جذب الشباب مضيفة :”نحن ملتزمون بالتنوع ونحترم كل الأديان والمعتقدات، والغرض من تغيير الاسم التعبير عن طموحات الشباب في السعي لتحقيق أحلامهم والتمتع بالحياة”.
هذا ويعتبر الخنزير من الحيوانات التي تحضى برمزية مهمة في الحضارة الصينية، حيث يعد جزء مهما جدا من الثقافة الشعبية، وهو ما جعل إسمه يطلق مثلا على أحد الأبراج في دائرة الأبراج الصينية، علما أن لحمه يعتبر طبعا مهما وتقليديا في المطبخ الصيني.
ولم تقتصر الردود الغاضبة على رجل الأعمال الصينفي فقط، بل تجاوزت ذلك إلى جميع المسلمين من ذوي ثقافة الإيغور بشكل عام، باستثناء بعض الأصوات الأخرى التي قامت بالدعوة إلى الهدوء والاحترام، حيث كتب الكاتب الصيني هان دونغيان :”لا تعمموا وتتهجموا على كل المسلمين. لقد أخطأ السيد محمد تور ويمكن انتقاده، ولكن لا تردوا على تطرف بتطرف معاكس وتتهجموا على كل المسلمين فهذا خطأ أيضا”.
هذا ويعاني المسلمون في الصين من الكثير من المشاكل، خصوصا على مستوى العبادات حيث كان قد فرض عليهم في وقت سابق بيع الخمر وإلا يتم إغلاق المحلات والتي تبيع في غالب الأمر أمور أخرى غير الخمر.