بعد اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية من الخطاب الأخير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي كان قد قال أنه عاش عشر سنوات من عمره لا يوجد في ثلاجته سوى الماء، اختار الاعلامي الساخر باسم يوسف الحديث بشكل أكثر جدية والابتعاد عن السخرية، حيث قام بنشر تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع الفايسبوك تحت عنوان “العلمانية هي الحل”.
الإعلامي الساخر، الممنوع في مصر رغم دعمه للانقلاب العسكري في البلاد ضد سلطة الإخوان المسلمين قال في بداية تدوينته :”بعيدا بقى عن ايفيهات الدولارو التلاجة والتطبيل واللي بيحصل هنا بشكل يومي، تعالوا نتكلم على اللي جاي، يمكن الكلام عن العلمانية دلوقتي يعتبره البعض ترف في وسط أزمات سكر واقتصاد و إرهاب ومعتقلين”.
واعتبر باسم يوسف أن أحد أهم الأسباب التي جعلت البلاد تعيش في أزمتها السياسية والمجتمعية هو ما أسماه الاستسلام للابتزاز الديني، أو الابتزاز باسم الوطنية، وذلك بعد عقود طويلة من تقديس هذه المادة، واستخدامها كأداة لقمع الحريات التي تطالب بها الناس.
وأضاف باسم يوسف :” الدين دائما ما كان سلاحا فعالا عندما يفشل القمع بالقوة العسكرية والبوليسية، الابتزاز بالدين” حيث قال :” الدين اللي الإسلاميين فرحوا بيه وهما بيستخدموه عشان يكسبوا الاستفتاء وبعدين يوصلوا للسلطة باسم ربنا هو هو نفس الدين اللي تم استخدامه عشان يتم التخلص منهم واستحلال دمهم من شيوخ تبع السلطة، وهذا يعني ببساطة أن المشكل هو اعتبار الدولة العلمانية دولة كافرة “.
واعترف الإعلامي الساخر بأن هذا الأمر هو الذي كان يخيف العلمانيين، ويطلقون أسماء أخرى على هذه الدولة حيث قال :” لهذا كنا “ندلع” هذه الدولة بكلمات لا علاقة لها مع الواقع، من قبيل الدولة المدنية، مدنية بمرجعية دينية، دولة القانون، دول المواطنها، وهذه كلها ألفاظ مفرغة من مضمونها، بما أنها وضعت الأحكام الإلهية من وجهة نظر دين معين، وتعطي ميزة لدين عن دين، فأين المواطنة إذن ؟!”.
وأضاف ذات المتحدث: “الغريب أن الدين سيغضبون من كلمة علمانية هم وقياداتهم يعيشون الآن في دولة علمانية ( في إشارة إلى تركيا)، يعيشون في راحة وطمأنينة في دولة “كافرة”، يمارسون دينهم بحرية كبيرة دون اضطهاد، وإذا ما حدث ذلك، فالقضاء في الدولة العلمانية الحقيقية يضمن لهم هذه الحقوق، وآخر ذلك مثال البوركيني عندما قامت محكمة فرنسية بإلغاء هذه القرارات وانحازت للعلمانية فعلا”.
وفي تعريفه للعلمانية قال باسم يوسف أن التجربة الأتاتوركية نقطة سوداء، لأن العلمانية ليست هي منع المسلم من ممارسة شعائره، لكن ما حدث في عهد أتاتورك ليست علمانية، هذا اسمه قمع وظلم واضطهاد وسوء استخدام لمصطلح العلمانية”.
وقال الإعلامي الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية في ختم منشوره :” المهم كفاية بقى علوقية بلا مواطنة بلا مدنية بلا بتاع اسمها فصل الدين عن الدولة اسمها إن الدولة مش شخص حقيقي، الدولة مالهاش دين الدولة ما بتخشش في ترهات الهوية و الكلام الفارغ ده.. اسمها علمانية والعلمانية مش عيب”.