في ظل عدم الاهتمام الكبير من طرف وسائل الإعلام العربية بما يقع حاليا في الموصل، والذي يتم تسويقه فقط على أنه تحرير للمدينة من تنظيم الدولة المدعو داعش، طرحت صحيفة ” معاريف” الاسرائيلية، أسئلة حول المعركة ومصير التنظيم بعد سنتين من بسط سيطرته على الموصل كثاني معقل له بعد الرقة في سورية.
وتساءل التقرير عن قدرة التحالف المكون من الجيش العراقي والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بالإضافة إلى غطاء جوي على الدخول إلى المدينة وإخراج التنظيم منها، قبل أن يجيب بالإيجاب، مؤكدا أن الموصل ستسقط حتما، لكن بعد تديمرها على المستوى المعماري، وقتل عدد كبير من السكان بداخلها، وهو ما قد يطول لشهور عديدة.
وأوضح كاتب التقرير الاسرائيلي عاموس جلبوع، أن 50 ألف مقاتل من التحالف مع إسناد جوي كثيف، يستطيعون بسهولة حسم المعركة لصالحهم مقابل 5 آلاف مقاتل من داعش.
وقال ذات المصدر أن اليوم الثاني بعد طرد داعش من الموصل، سيعرف معدلات مرتفعة من النهب والسلب والاغتصاب والتصفيات بأعداد كبيرة مضيفا :”كن هل سيكون حكم المدينة للشيعة في بغداد، أم للأكراد في أربيل، أم سيحصل تنازع على حكم المدينة؛ إذ لا يرغب السنة في أن يحكمهم الشيعة. وفي المقابل، لا يعرف ما إذا كان الأكراد سيضمون المدينة لصفهم”، ذلك لأن الموصل تعتبر معقلا للسنة في العراق الذي أصبح التشيع يدخلها من كل حدب وصوب.
وأكد الكاتب الاسرائيلي على أن ما سيحصل سياسيا هو فراغ في المدينة والمنطقة كلها، حيث سيسيطر العنف والثأر على المنطقة معلقا :”إذا كان في المدينة في حكم داعش الرهيب استقرار ما، على الأقل، فواضح جدا أنه بدلا منه ستأتي الفوضى”.
واعتبر المقال أن الحديث عن تصفية لتنظيم الدولة هو أمر مستبعد، مؤكدا أنه لن يكون هنالك اختفاء للتنظيم، وسيعود لحجمه الطبيعي كعصابات جهادية لا تسيطر على مناطق مدنية، بل سينتشر بقوة في القرى والصحراء، حتى يتسنى له أن يتحصل من القصف.
جلبوع أكد أن ما يسمى “الارهاب” سيواصل الاستمرار مع دوافع أعلى، ولن يكون تنظيم داعش الوحيد الذي سيقوم بممارسة هذا النوع من العمليات، بل العديد من التنظيمات المقاتلة التي قد تنشأ بسبب الاضطهاد الكبير لأهل السنة في البلاد.
كما اعتبر الكاتب الاسرائيلي أن عاصمة خلافة “داعش”، لاتزال في الرقة، والتي سيكون من الصعب احتلالها هي الأخرى حسب تحليله، لكن التنظيم وحسب نفس المحلل لن يكون قادرا بعد اليوم على فرض حكمه على أرض إقليمية، وتحمل المسئولية الكاملة على حياة المواطنين الذين سيعيشون في كنفه، سواء للثقل الاقتصادي أو لمسألة الحماية من القصف الذي سيستمر بالتأكيد في أي مكان يضع فيه التنظيم قدمه.
هذا ولازالت الأخبار القادمة من الموصل لم تحسم في سيطرة التحالف على المدينة، في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات تهجير الساكنة.