في تصريح مثير للجدل، قال أنور عشقي، المستشار الأسبق لمجلس الوزراء السعودي والجنرال المتقاعد أنه نعم هنالك تنسيق أمني بين المملكة العربية السعودية والإدارة الإسرائيلية في العديد من المجالات، منها الجانب الأمني
وعلل عشقي، الذي هو أيضا رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية، في تصريحه لجريدة مصرية أن هذا التواصل هو لحاجة السعودية للتنسيق الأمني مع جميع دول المنطقة، وذلك في إطار عملية التسوية السلمية، مؤكدا في ذات الوقت أن معارضة النظام المصري الحالي ورئيسه عبد الفتاح السيسي لرحيل بشار الأسد عن حكم سوريا، هو خشيته أن يساهم ذلك في إعطاء “قبلة الحياة” لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، نظرا لوجود امتدادات لها في سوريا، وأيضا على اعتبار أن إخوان سوريا يسيطرون على المعارضة السورية حسب تحليله
وأكد عشقي أن بلاده حاولت القيام بعملية تقريب وجهات النظر بين كل من النظام التركي ونظيره المصري، إلا أن هذا لم ينجح رغم مساعيها الدائمة.
وطرحت الجريدة المصرية سؤال حول اللقاء الذي أعقب لقاء عشقي مع مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، والذي كان بين الأمير تركي الفيصل في آخر أيامه، مدير المخابرات السعودية السابق، مع الجنرال الإسرائيلي “يعقوب عميدور” مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، حيث تساءلت الجريدة حول إمكانية دخول المملكة في تطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، خصوصا بعد الترحيب الذي عرفه هذا اللقاء من طرف وسائل الإعلام السعودية التي سعدت بهذا التنسيق الأمني.
وأجاب عشقي عن هذا السؤال بالقول :”السعودية دولة كبرى في المنطقة العربية، وهي طرف فاعل في كافة القضايا الإقليمية في العراق وسوريا وفلسطين، وهذا الدور الذي تضطلع به المملكة يستوجب التنسيق مع كافة الأطراف الفاعلة في عملية تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل”.
واعتبر المستشار السعودي السابق أن المشكل الأخير بين السعودية ومصر، والذي نجم أنه أزمة بين البلدين دفعت بلاده إلى قطع الإمدادات البترولية عن القاهرة، هو بسبب غياب قنوات الاتصال اليومي بين البلدين، لإدارة هذه الاختلافات التنسيق في شأنها، معتبرا أن قطع الإمدادات من طرف أرامكو عن مصر وربطه بين تصويت مصر على القرار الروسي مجرد خلط تداوله الناس على حد تعبيره.
وقال عشقي تعليقا على الأمر :”التزامن ليس من باب عقاب مصر، كما حاولت بعض وسائل الإعلام المُغرضة الإيحاء بذلك، أو مساومة “الشقيقة الكُبرى” على مواقفها الخارجية تجاه القضايا السياسية”، مضيفا :”أود التأكيد بأن كلمة مندوب السعودية في الأمم المتحدة عن تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي جاء من باب العتاب، وليس من باب الهجوم”.
وعن الاختلاف الحاد بين الموقف المصري ونظيره السعودي حول رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، قال عشقي أن الأمر مرتبط بخوف القاهرة من ما قد يفضي إليه رحيل الأسد، ووصول المعارضة إلى السلطة، والتي تعتقد مصر أن جماعة الإخوان المسلمين مسيطرة عليها، وهو ما قد يمنح “إخوان مصر” قبلة الحياة، ما قد يشكل المزيد من الضغط على النظام المصري الحالي الذي يعاني بشدة.