شنت التيارات السلفية المؤيدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هجوما شديدا على الطيب رجب أردوغان الرئيس التركي وحكومته بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تدعمها أنقرة.
الهجوم الذي جاء في توقيت غريب، استند إلى هجوم قديم للحكومة التركية منذ أكثر من 12 سنة عندما قامت بإلغاء تجريم الدعارة من أجل ملء الشروط الخاصة طمعا في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، حيث أكد السلفيون أن هذا التصرف يقوم بإدخال الحكومة التركية في دائرة الكفر هي وكل من هو على شاكلتها، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية قال في فتوى له على موقع “أنا سلفي” الذي يشرف عليه هو شخصيا أن قادة تركيا يقومون بتكفير بعض الدول رغم أن الكفر ينطبق عليهم مضيفا أن من يبرر تراخيص بيوت الدعارة في تركيا هو نفسه من يريد إلزام المخالفين بالقول أن الوضع هناك ليس إسلاميا، وهم نفسهم من يقومون بتكفير حكام وجيوش لأمور شبيهة لذلك، متسائلا : “لماذا اعتذرتم عن هؤلاء وكفرتم هؤلاء والحال واحدة”.
وصرح برهامي :” العجب ممن يقبل ذلك، ويجعل صاحبه يشبه خليفة المسلمين وناصرا للدين، ويعذره في المخالفات ، في حين أنه يكفّر غيره ممن هو أقل منه في ذلك للمخالفة السياسية!” مضيفا في تعليقه على دفاع بعض الشيوخ عن إلغاء تركيا لتجريم الزنا بدعوى التدرج في تطبيق الشريعة :” “التدرج في إقامة الشرع مشروع، ولكن ليس لأجل أن أحكام الشريعة نزلت تدريجيا؛ فإن هذا التدرج مبني على القدرة والعجز، وعلى مراعاة المصالح والمفاسد، وليس مبنيا على أهواء الناس والحكام!”، معتبرا أن هذا الأمر ليس تدرجا في تطبيق الشريعة مستغربا من وقوع بعض شيوخ الاخوان في مناقضة نفسهم بالمنافحة عن أردوغان.
وتابع برهامي في هجومه على أردوغان والحكومة التركية :” بما كان الأمر في من عذرتموه أشد وأسوأ، خصوصا أن الإعلان عن إلغاء تجريم الزنا وإباحة الدعارة متعلق بالاعتقاد وليس فقط سن القوانين، ولم تكن ضرورة بل مجرد الحصول على المكاسب الاقتصادية بالتأهل للانضمام للاتحاد الأوروبي!”.
في نفس السياق، هاجمت وسائل الإعلام المصرية الموالية للسيسي جماعة الإخوان المسلمين بشكل حاد، حيث وصفت صحيفة “اليوم السابع” شيوخ الإخوان بـ “مشايخ السلطان” و”دعاة الجماعة” الذين قاموا بتحريم الزنا في بلادهم، وحللوه في تركيا وبرروا للحكومة هناك هذا الأمر، وهو ما تابعه موقع “أنا سلفي” التابع للدعوة السلفية بالإسكندرية عندما نشر تصريحات قديمة للشيخ محمد عبد المقصود والذي يعتبر من أعداء حزب النور ما اعتبرته الدعوة تبريرا لنشر الزنا في بلاد المسلمين والترخيص له عندما قال عبد المقصود أنه: “لا يجوز لمن ولي أمرهم أن يطبق عليهم الشريعة جملة واحدة، لأن الشريعة نزلت على المسلمين الأوائل شيئا فشيئا”.