اعتبر المستشرق الاسرائيلي الدكتور إفرايم هراري، أحد أبرز الباحثين في مجال القضايا العربية والاسلامية أن الوضع الداخلي في الأردن غير مستقر وخطير في الوقت الحالي رغم دعم الغرب للنظام الملكي.
وقال المستشرق الاسرائيلي أن الدعم الذي يتلقاه النظم الأردني من الغرب والكيان الإسرائيلي لا يضمن أبدا استقرار البلاد بسبب فشله الكبير في احتواء تعاظم قوى الإسلاميين في الداخل، بالإضافة إلى عجزه عن مواجهة تبعات التدهور الاقتصادي، مضيفا أنه ورغم رغبة اسرائيل الكبيرة في البقاء على الأسرة الحاكمة في الأردن ودعمها بكل ما أوتيت من قوة، إلا أن تأثيرها في هذا الأمر يبقى محدودا للغاية.
إفرايم هراري قال في مقال له نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” أكبر الصحف العبرية انتشارا وأقربها من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومات الإسرائيلية، على اختلاف اديولوجياتها وسياساتها الخارجية، واظبت بشكل كبير على دعم الأردن والنظام الملكي، إلا أنها لن تستطيع القيام بأي شيء في حالة إذا ما يستطع النظام الداخلي السيطرة على تعاظم قوى الإسلاميين وربحم التأييد الشعبي يوما بعد يوم، وهو ما ظهر في الانتخابات الأخيرة.
وقال هراري في نفس المقال، أن النظام الأردني فشل في احتواء جماعة الإخوان المسلمين، رغم أنه كان قد استعمل في مرات عديدة استراتيجيه قمعية، لكن الأمر لم ينجح أبدا، رغم أنه قام بتصميم نظام انتخابي يقزم الجماعة ويقلص من حظوظها في الفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان، لأنه يعلم جيدا، أن الجماعة كانت ستحصد المقاعد الكثيرة في حالة تم اجراء انتخابات نزيهة وفي ظروف موضوعية.
الباحث الإسرائيلي قال أن حصول “الإخوان” على 15 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، رغم القامع والإجراءات الإدارية المضادة يعتبر “إنجازا” حقيقيا، مؤكدا أن الانتخابات النقابية تدل على أن الإخوان المسلمين يحظون بجماهيرية واسعة وأن قمع النظام غير قادر على تقليص هذه الجماهيرية.
وعزى الباحث الإسرائيلي أن انتشار جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وانتشار شعبيتها جاء بسبب تبني الأغلبية الساحقة من الأردنيين لمواقف دينية متطرفة حسب زعمه، معتبرا أن الواقع الاجتماعي والساحة تسمح للجماعات المتطرفة من الاستفادة من هذا الدعم الجماهيري.
أما اقتصاديا، فأشار هراري أن استيعاب الأردن لعدد كبير من السوريين والعراقيين كلاجئين، جعل المشاكل الاقتصادية للأردن تتفاقم بشكل كبير، كما أن هذا الاستقبال يؤسس حسب قوله لكثير من التحديات الأمنية، حيث توقع ذات المتحدث أن يحاول تنظيم الدولة داعش، استهداف الأردن عبر تجنيد اللاجئين السوريين والعراقيين المتواجدين في المملكة من أجل تنفيذ عمليات إرهابية، مع توظيف مناطق سيطرة التنظيم بكل من سوريا والعراق وجعلها مناطق إنطلاق لتنفيذ عمليات ضده.
هذا ويبدو هذا التحليل أقرب إلى سياسة النظام الأردني، رغم عدم قيام الجماعة بمحاولة إرضاءه، كالتأكيد على ترحيب الملكة رانيا بالإخوان في البرلمان الجديد.