بدت علامات القلق والغضب تظهر على الداخل السني في العراق، بسبب اتهام المنظمات والميليشيات المرتبطة بإيران بالقيام بعمليات تغيير هوية بعض المحافظات السنية وادخال التشيع إليها، خصوصا محافظة صلاح الدين العراقية ذات الأغلبية السنية.
وذكرت مصادر عراقية لعدد من المواقع الالكترونية العربية أن هذه العمليات بدأت مباشرة بعد إعلان القوات العراقية قضاء الشرقاط الرابط بين محافظة صلاح الدين ومحافظة كركوك بعد حوالي سنتين من السيطرة عليها من طرف تنظيم الدولة داعش.
وأفادت ذات المصادر أن خطوات التشييع تجري على قدم وساق منذ استعادة مدن المحافظة من سيطرة تنظيم الدولة حتى الآن، بعد أن بدأ أبناء العشائر السنية يتوافدون على إيران تحت ذريعتي التدريب والسياحة، حيث تقوم إيران بتوجيه دعوات إلى الشباب بتعاون مع السلطة العراقية في المنطقة، خصوصا أبناء عشيرة “الجبور”، وذلك لزيارة البلاد، كما توفر لهم مبالغ مالية مهمة جدا، وتحث العشائر على تدريب أبنائها في إيران.
ونقلت تقارير صحفية أن أحد المتطوعين السنة في المعسكرات الإيرانية قوله أن التدريب يتم بمراقبة وإشراف مباشر من قادة إيرانيين كبار، حيث لا يسمح للمتطوعين بالتجول خارج المعسكر في منطقة تتواجد فيها العديد من المعسكرات، مضيفا أن المنطقة التي تجري فيها التداريب هي منطقة صحراوية توجد فيها معسكرات تدريبية ضخمة ومحاطة بجدران مرتفعة جدا، لا يستطيع أحد الصعود إليها، في الوقت الذي يتحاشى الإيرانيون الحديث عن من الذي يتدرب داخل تلك المعسكرات”.
وأضاف ذات المتحدث أن إيران تستغل غضب العشائر وحقدها على تنظيم الدولة التي تسبب في تهجير وخراب المدن التي قام بالسيطرة عليها، حيث تحاول الإدارة الإيرانية أن تستعيد هذه المدن وطرد التنظيم منها.
من جهة أخرى، أفادت شهادات بعض العراقيين أن إيران لا تسمح للعشائر بالعودة إلى المدن التي استعادتها من تنظيم الدولة إلا بإنضمام الأهالي إلى الميليشيات الشيعية المقاتلة، كمنطقة يثرب أحد أكثر المدن مقاومة للإحتلال الأمريكي، والتي أصبحت اليوم تحت سيطرة ميليشية “عصائب أهل الحق” المرتبطة بإيران، حيث ترفض الميليشا أن يعود أهالي المنطقة إلى ديارهم التي تركوها منذ سنة 2014، حتى يقوم شبابها بالإنضمام إليها والقتال في صفوفها.
وأضافت ذات المصادر أن من يرفض ذلك، تقوم الميليشيا بإبلاغه أنها لن تستطيع أن توفر له الحماية ولا لأهله في حالة عودتهم إلى منزلهم، والتأكيد على أنها غير مسئولة إذا ما تعرضوا لأية مخاطر.
هذا وتتبع منطقة يثرب لمحافظة صلاح الدين التي سيطرت عليها “داعش”، وهو ما تسبب في موجة نزوح واسعة، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية العراقية مدعومة بالميليشيات الشيعية قبل حوالي سنة، فيما لازالت منطقة قضاء الدور أحد أكبر مدن محافظة صلاح الدين تحت سيطرة ميليشيا “بدر” من استعادتها من داعش شهر مارس لسنة 2015، حيث كانت الميليشيات الشيعية قد اتهمت باختطاف 160 مدنيا من أهالي القضاء، لم يعثر عليهم حتى الآن.