رغم بعض الغضب الذي أصبح يسيطر على أقباط مصر نتيجة احتجاجاتهم على طريقة تعامل النظام السياسي في البلاد معهم، رغم كونهم أحد أبرز داعميه في الانقلاب العسكري ليوم 30 يونيو، إلا أن الكنيسة المصرية، لازات متشبثة بدعم الجنرال السيسي للمصالح المشتركة الباقية بينها وبين الجيش المصري ومؤسسات الدولة.
ففي زيارته المرتقبة للولايات المتحدة الأمريكية، بدأت الكنيسة المصرية بالقيام بعملية استعداد لقدوم السيسي بمناسبة النسخة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المنتظر أن يلقي خطابه يوم الثلاثاء القادم، حيث قعد البابا تواضروس اجتماعا لكهنة نيويورك ونيوجيرسي، يوم الجمعة من أجل التأكيد على خروج الأوتوبيسات يومي الأحد والثلاثاء من أمام الكنائس لنقل المرحبين بالسيسي ورفع صوره بجانب الأعلام المصرية، وهو ما أكدته الكنيسة على “رعيتها في الخارج” من أجل استقبال الرئيس المصري بشكل يليق به على حسب ما تداولته مجموعة من التقارير الصحفية.
من جهته دعا الأنبا ماكاريوس ساويرس أحد رعاة الكنيسة الأرثوذوكسية بالولايات المتحدة الأمريكية أقباط أمريكا إلى الخروج لاستقبال السيسي خلال زيارته، حيث قال في تدوينه له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك :”إلى كل أحبابي وكل أصدقائي، إلى إخوتي الأقباط في كل أمريكا عميما؛ وكل الساحل الشرقي الشمالي للولايات المتحدة، فلنخرج جميعا يومي الأحد والثلاثاء لاستقبال رئيس مصر، السيد عبد الفتاح السيسي يوم الأحد ويوم إلقاء كلمة مصر بالأمم المتحدة”.
وحذر رجل الدين المسيحي المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية من توجيه أية انتقادات للسيسي قائلا :” هناك ملاحظة في غاية الخطورة، هي أن أي فعل خطأ من أي قبطي مقيم ومتنعم بالحرية في أمريكا، مثل كتابة مقال به شتائم لمصر، أو تطاول على حكومة مصر، أو محاولة التقليل من دور وعمل رئيس الدولة السيد عبد الفتاح السيسي، اعلم يا عزيزي أن رد الفعل كله سيكون على إخوتك المقيمين في مصر، وهذا ما لا يرضاه ضميرنا ولا ديننا ولا مبادئنا”.
وفي نفس السياق قال الأنبا بيمن، أسقف قوص أنه يتهم بأنه يسوق للرئيس وينافق، وهو يقر بأنه يسوق للسيسي ويدعمه بأنه أفضل رئيس حلم مصر، ويسعى لنهضة البلاد في جميع المجالات من المشروعات القومية إضافة إلى ملف المواطنة، مضيفا : “الأقباط يعيشون أفضل أيامهم مقارنة بالعصور السابقة، وبصفتي كنت سكرتيرا للبابا شنودة الثالث أكثر من 21 سنة، وعايشت الأحداث المختلفة أرى تغيرا في التعامل مع المشكلات”.
وجاء هذا الحشد بعد أن قال البابا تواضروس، بابا الكنيسة الأرثوذكوسية المصرية أن دعمه للسيسي يأتي بسبب أن الإخوان المسلمون يقومون بالتحضير لوقفة احتجاجية ضده، ويستغلون المشاكل والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
هذا وسيكون برفقة السيسي في زيارته لنيويورك 24 نائبا برلمانيا مصريا، بدل الإعلاميين الذين كانوا يرافقون الجنرال في خرجاته إلى الدول الأخرى، بعد أن أصبحوا عرضة للسب والشتم والإهانة من طرف المصريين المعارضين للنظام المقيمين بالخارج.