تعالت أصوات المواطنين المغاربة في وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك و تويتر …) إثر خبر نقل النفايات الإيطالية لحرقها في المغرب، فكل المنشورات تدل على غضب عارم من طرف المواطنين، و استنكارهم لهذا الخبر ..خصوصا أن هذا الحدث تزامن مع حملة زيرو ميكا، التي تهدف -نظريا – إلى منع (الميكا)، و تعويضها بأكياس من الكرتون و غيره، لأضرار الميكا الخطيرة على صحة الإنسان و على البيئة.
فكيف نمنع (الميكا) ونستورد نفايات ستسبب لنا في سنة أضرارا كانت ستسببها الميكا في سنين …
أليس هذا ببعا صريحا لصحة المواطنين؟
كيف نقبل باستقبال نفايات ستسبب للمواطنين الأمراض والعاهات، مقابل المال؟
أي مستقبل لأطفالنا مع بيئة ملوثة بأخطر النفايات، وبأنواع السموم؟
وأكدت الوزارة المكلّفة بالبيئة خبر استقبال هذا الحجم الكبير من النفايات الإيطالية، غير أنها بررت ذلك بقولها أن هذه النفايات غير خطرة، وأن استقدامها وحرقها في مصانع الإسمنت تم تطبيقا للاتفاقية الدولية الخاصة بالتحكم في النفايات، ولمقتضيات القانون المتعلّق بتدبير النفايات الذي يسمح باستيراد النفايات غير الخطرة من أجل إعادة تدويرها أو تثمينها كطاقة مكملة أو بديلة ببعض المصانع”.
والغريب في الأمر تزامن هذا الحدث مع قمة المناخ، ممّا يجعلنا أمام تناقض كبير. و السؤال الذي يطرح نفسه لو كانت هذه النفايات غير خطرة، فلمَ لمْ تستقبلها مصانع الإسمنت الأوروبية؟ فلو كانت هناك استفادة لكانت مصانع أوروبا أكثر حرصًا عليها، فلم نتعود منهم الإحسان إلينا و إيثار مصلحتنا على مصالحهم …