في جميع الدول العربية يمكن لأي زائر أن يجد فندقا بسهولة ولكن بغرب العراق وبالضبط بالمحافظات السنية تبدو مهمة البحث عن فندق مهمة مستحيلة فعشائر محافظة الأنبار تصر على منع أي عملية لبناء ما تعتبره أمرا “معيبا” ودخيلا على مجتمع يعتبر الضيافة خطا أحمر فقد عاشت تلك المنطقة الواقعة على الحدود مع سوريا تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية لفترة طويلة وكان المغامرون في دخول الرمادي كبرى مدن المحافظة قليلين حتى تحريرها في العام 2016.
أما اليوم فيتسابق التجار والمستثمرون والمقاولون والعمال إلى المنطقة الصحراوية التي تحاول استعادة الحياة بعد سنوات من الركود ويقول تاجر قطع السيارات كريم البصراوي في أحد الأيام كنت في زيارة عمل إلى الفلوجة وظننت أنه بإمكاني إيجاد فندق للبقاء وإنهاء عملي مع الشخص الذي كنت سأزوره ويضيف عند وصولي تفاجأت بعدم وجود أي فندق وضيعت طريقي وطرقت باب ناس عن طريق الخطأ وسألتهم إذا ما كانوا يعرفون الشخص المعني ويتابع الشاب الثلاثيني الآتي من محافظة البصرة الجنوبية قالوا لي نعم وطلبوا مني الدخول وبعد العشاء والشاي وبعدما سألت مرارا عن الشخص قالوا لي إنهم لا يعرفونه وسيسألون أحدا للبحث عنه لكن يجب أن أنام الليلة عندهم. يتجاوز هذا التقليد العشائري الانتماءات الطائفية إذ أن الزائر شيعي في محافظة ذات غالبية سنية.