اعتبرت دول مجلس التعاون الخليفي أن الانتقادات الأخيرة لعلي خامنئي المرشد العام للثورة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وجهها للمملكة العربية السعودية حول طريق إدارتها للحج أمر لا يخلو من تحريض مكشوف على البلاد يهدف إلى رفع التوتر خلال بدء الشعائر بمكة المكرمة، بعد أن كان خامنئي قد قال أنه على المسلمين التفكير في حل إدارة “شعيرة الحج” نتيجة المشاكل التنظيمية، خصوصا بعد حادث السنة الماضية بعد التدافع “الدامي” الذي أودى بحياة المئات من الحجيج بينهم 464 إيرانيا حسب الإحصائيات التي ذكرتها وكالة الأنباء الفرنسية.
عبد اللطيف الزياني، الأمين العام للمجلس قال أن دول الخليج العربي تنتقد بشدة اللهجة الإيرانية بشأن الحج، والذي يعد تحريضا صريحا يروم إلى تسييس شعيرة الحج، أهم شعيرة دينية تقوم بجمع جميع المسلمين حول العالم في سنويا في بلاد الحرمين الشريفين، معتبرا أن تصريحات خامنئي اتهامات باطلة ومشينة.
وقال الزياني أن مجلس التعاون الخليجي ترفض وبشكل قاطع ما أسماه “الحملة الإعلامية الظالمة، والتصريحات المتوالية لكبار المسئولين الإيرانيين” لأنها وحسب ذات المتحدث تتنافى تماما مع قيام ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، مضيفا : هذه التصريحات تتضمن عبارات وأوصاف غير لائقة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان مسلم، فكيف تخرج من زعيم لدولة إسلامية”.
وكانت انتقادات المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الأكثر حدة من طرف مسئولا إيراني تجاه المملكة العربية السعودية، بعد ارتفاع مستوى التوتر بين الخصمين المتعارضين والمتعاركين بسبب مواقفها المتناقضة في جميع القضايا والملفات على الساحة الدولية والإقليمية، ما جعل طهران والرياض تدخلان مرحلة القطيعة الدبلوماسية منذ شهر يناير الماضي.
كما أن إيران منعت حجاجها من أداء شعائر الحج هذه السنة، بسبب فشل وصول اتفاق بينها وبين الرياض حول كيفية المشاركة، حيث اعتبرت السلطات السعودية أن الشروط التي اشترطتها طهران تخالف مقاصد الحج وما يتم الالتزام به من طرف البعثات الأخرى، ما يعرض الحج والحجاج بما فيهم الإيرانيين منهم لخطر كبير، مرحبة بهم في حالة قدموا من دول أخرى.
من جهته كان مفتي الديار السعودية الشيخ عبر العزيز آل الشيخ أن ما أدلى به خامنئي أمر غير مستغرب على الإطلاق مضيفا في تصريح لجريدة مكة :” يجب أن نفهم أنهم غير مسلمين، هم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين قديم جدا، وخصوصا مع أهل السنة والجماعة”.
وكان السنوات الأخيرة قد شهدت توترات في الحج بعد نشر عدة مقاطع لحجاج إيرانيين ينادون ببعض الشعارات الدينية الشيعية، ما جعل متابعين يعتبرون أن ما يحدث سيجلب مشاكل كبيرة داخل الحرم بسبب الفتنة الطائفية وهو ما لا يجب أن يكون توحيدا للمسلمين، حيث نقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لشيعة إيرانيين وعراقيين يدعون بالتوفيق والسداد للحشد الشعبي العراقي المتهم في القيام بجرائم كبيرة في صفوف سنة العراق.