بعد أن اختلفت كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية عن من قام بالغارة الجوية التي استهدفت القائد في تنظيم الدولة والمتحدث الرسمي بإسمه المدعو “أبو محمد العدناني” يبدو أن معطيات جديدة ظهرت تفند تلك الروايات وتفتح الباب أمام سيناريو آخر هو أن اغتيال العدناني كان من البيت الداعشي الداخلي.
تقارير الكترونية جديدة انتشرت على أبرز الحسابات التي تهتم بأخبار التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي أصرت على أن مقتل العدناني لم يكن على يد روسيا ولا الولايات المتحدة الأمريكية، بل جاء عن طريق فصيل آخر من مقاتلي داعش بعد شجار نشب بين أعضاء التنظيم على التسلسل القيادي لمرحلة ما بعد أبي بكر البغداد.
وذكر تقرير نشره موقع فوكاتيف الأمريكي يوم أمس فاتح شتنبر أن أوامر قتل العدناني جاءت من شخص آخر داخل التنظيم يدعى “أبو لقمان” وهو أمير سابق في مدينة الرقة السورية أحد أهم معاقل داعش الناشط في كل من سوريا والعراق وليبيا، حيث زعم ذات التقرير أن الهدف من تصفية العدناني جاء من أجل إبعاده عن ساحة التنافس، حتى يظل أبولقمان الخليفة الوحيدة لأبي بكر البغدادي في حالة إذا ما تم قتل هذا الأخير، خصوصا أن أبو لقمان يشغل منصبا مهما داخل ولاية الرقة التي يعتبرها الفصيل عاصمة لخلافته.
التقرير الأمريكي استقى معلوماته من العديد من التقارير من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أول هذه الحسابات والذي يدعى “الحقيقة أولا” قال في تغريدة له أن أبا لقمان أرسل خلية أمنية تابعة له لاغتيال العدنان، حيث نشرت هذه التغريدة ساعات قليلة بعد اغتيال “منجنيق داعش”.
حساب آخر على تويتر يعتبر من أهم حسابات الجماعات المسلحة في سوريا يحمل اسم “أبي محمد الفلسطيني” قال أن مسألة تصفية العدناني داخليا أمر ليس مستبعدا على الإطلاق لأن “الخوارج” غالبا ما يقتل بعضهم بعضا، فيما قال حساب ثالث يحمل اسم “محمد فيزو” أن فرضية قتل أبو لقمان قريبة أكثر للواقع، كون أن المشاكل قديمة بين المتنافسين على خلافة ” الخليفة الداعشي”.
من جهته قال تشالز ليستر زميل معهد الشرق الأوسط وصاحب كتاب “الجهاد السوري” في تغريدة على صفحة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن مصادره أكدت أن العدناني تم اغتياله عن طريق زرع علبة ناسفة من طرف خلية تابعة لأبي لقمان لكي يحاول هذا الأخير فرض نفسه خليفة للبغدادي، مستدركا أنه لم يستطع أن يتأكد هو شخصيا من صحة هذا الخبر.
السؤال الأبرز يبقى إذن هو، من هو أبو لقمان هذا الذي بدأ مرحلة جديدة في الفصيل من الاقتتال الداخلي، يجيب مجموعة من النشطاء السورية على هذا السؤال بالقول أن هذا الشخص له أسماء أخرى هي أبو موسى الشواخ وأبو أيوب ولد سنة 1973 غرب مدينة الرقة حيث درس الحقوق في جامعة حلب، يقال أنه أشخاصا جندوه من طرف النظام السوري للذهاب إلى العراق مع جهاديين آخرين سنة 2003 وقت الغزو الأمريكي للعراق.
قيل أيضا أنه تم اعتقاله على يد الأمن السوري حيث سجن هناك والتقى بعدد من المتطرفين في سكن صيدنايا سيئ السمعة ليتم إطلاق سراحه مع بداية الثورة السورية سنة 2011، حيث حارب في صفوف القاعدة قبل الالتحاق بداعش.
ويقول ذات النشطاء أن “أبا لقمان” معروف بوحشيته وساديته حيث أشرف بشكل شخصي على خطف وتعذيب النشطاء وقادة المعارضة.