قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الجمعة، أن العلاقات بين بلاده مع تركيا لم تتراجع بل حافظت على قوتها كسابق عهدها، مؤكدا على أن الانقلاب العسكري الفاشل الذي تجاوزته الحكومة التركية هذه السنة لم يؤدي إلى تراجع العلاقة بين واشنطن وانقرة.
وقال أوباما ردا على بعض التقارير الصحفية التي تحدثت عن تراجع في العلاقة بين البلدين عقب الانقلاب العسكري الفاشل نظرا لكون واشنطن متهمة بالضلوع في مساعدة الانقلابيين أن البيت الأبيض لم يرى أي تدهور في هذه العلاقات خصوصا على المستوى الأمني، مضيفا في لقاء مع شبكة ” سي إن إن ” الإخبارية الأمريكية أن تركيا لازالت محافظة على موقعها كحليف قوي في تحالف الناتو، كما أنها تعمل الإدارة الأمريكية على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بتنظيم داعش، بالإضافة إلى كونها شريكا مهما في العديد من القضايا الخاصة في المنطقة في إشارة إلى القضية السورية والمصرية والفلسطينية.
واعتبر الرئيس الأمريكي ردا على سؤال “هل البيت الأبيض مطمئن للاستقرار التركي ؟!” قال أوباما أن الأتراك مروا بزلزال سياسي وحضاري في بلادهم في إشارة إلى الانقلاب الفاشل وهو ما جعل أنقرة تعيد ترتيب حساباتها وتقوم بعملية إعادة البناء على حد تعبيره، مضيفا أن الكيفية التي تتم بها إعادة بيان النظام بشكل جديد بشكل يؤمن الديمقراطية في البلاد أمر مهم جدا، فأمريكا تدعم وبشكل مباشر الشعب التركي، لكنها باعتبارها صديق صالح، تقدم لتركيا آراءها حول مجموعة من النقاط بصدق إذا ما رأت أن خطوات الحكومة تتعارض مع مصالحها هي ومصالحها مع شركائها ولو كان ذلك على المدى البعيد.
هذا ومن المنتظر أن يلتقي كل من الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان والرئيس الأمريكي باراك أوبما على هامش زيارتهما للصين من أجل حضور قمة مجموعة العشرين التي تعقد يومي الأحد والاثنين
وجاء خروج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد الأخبار الكثيرة التي تحدثت عن مشاكل بين الإدارتين التركية والأمريكية بسبب تلميح أنقرة بضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الانقلاب العسكري، خصوصا وأن واشنطن لازالت حتى الآن لم تسلم الداعية التركي فتح الله غولن، صاحب جماعة الخدمة، المتهم الأول في محاولة الانقلاب على الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان وحكومته.
بالإضافة إلى ذلك، لازالت تركيا لم تستجب لمطالب أمريكا بوقف استهداف حركة سوريا الديموقراطية التي تتكون من مجموعة من المسلحين الأكراد الذين يعتبرهم النظام التركي إرهابيين نظرا لاستهدافهم البلاد أكثر من مرة، فيما طالب واشنطن من الجيش التركي التركيز على تكوين تحالف مع المجموعات الكردية المسلحة من أجل محاربة العدو المشترك “تنظيم الدولة داعش”، الذي يعتبر خطرا مشتركا على جميع الأطراف، وهو ما لم تقم به أنقرة حتى الساعة رغم قيامها بعمليات عسكرية ضد دولة البغدادي على مستوى حدودها مع سوريا.