تطرقت صحيفة “التايمز” البريطانية واسعة الانتشار للهجوم الذي قام به عدد من الإرهابيين ضد مصلين في مسجد الروضة في مصر بمنطقة العريش والذي خلف أكثر من 300 قتيلا، معتبرا أن التقصير الكبير من الجيش المصري و الذي تسبب في هذا الهجوم الذي يعتبر الأبشع في تاريخ مصر.
وأفادت الصحيفة :” الجهاديون تحدثوا في شريط دعائي عن أن المسجد سيكون هدفا، عدد القتلى وصل إلى 305 قتلى، بينهم 27 طفلا، في الهجوم الذي شن على مسجد الصوفية في الروضة في بلدة بئر العبد في محافظة شمال سيناء، إلا أن سكان البلدة يقولون إن العدد قد يكون أكبر”، مذكرة :” رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قدمت خدمات بريطانيا للمساعدة في تشكيل استراتيجيات لمواجهة الجهاديين في سيناء، في الوقت الذي تتدفق فيه التعازي من أنحاء العالم كله”.
وتابعت الصحيفة :” الهجوم سيضع الكثير من الضغوط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أن يواجه انتخابات لولاية ثانية، الذي تعتمد سلطته على سياسات قاسية ضد الإسلام السياسي والجهاديين، مستدركا بأن الكثير من الجنود ورجال الشرطة والمدنيين قتلوا في حملته الموسعة ضد الجهاديين منذ سيطرته على السلطة، بشكل جعل الكثيرين يتساءلون عن استراتيجية مكافحة التمرد التي تبناها”، مضيفة :” الطائرات التابعة للطيران الحربي المصري قامت بضرب مخابئ الجهاديين في جنوب بئر العبد بعد الهجوم، إلا أن الجيش غير قادر على ما يبدو على وقف العمليات الإرهابية على نقاط التفتيش التابعة للجيش وعلى قرى سيناء”.
وتابعت الصحيفة :” السكان المحليون، قولهم إن المهاجمين، وعددهم 30 شخصا، استطاعوا المرور عبر نقاط التفتيش التي أقيمت في المنطقة، وكانوا يرتدون زيا يشبه الزي العسكري للجيش المصري، ولديهم لحى طويلة، “الذين كانوا سيثيرون الشبهة في ظل المناخ المعادي للإسلاميين”، وقاموا بقيادة خمس سيارات جيب، وحاصروا المسجد، وحرقوا السيارات التي كانت أمامه، وبدأوا بإطلاق النار، مشيرة إلى أنه لعدم وجود قوات حكومية في المنطقة، فإنه كان لديهم الوقت الكافي للمشي بين قتلاهم والتأكد من قتل من كان به نفس، وأطلقوا النار على السيارات التي جاءت لنقل الجرحى، ومضوا قبل وصول قوات الأمن”، ناقلة عن أحد سكان المنطقة قوله :” الهجوم استمر لنصف ساعة، وأضاف: “لو كنت في سيناء فإنك تعرف أن الجيش لا يتحرك للمساعدة.. وحتى عندما يحدث هجوم على نقاط التفتيش يقوم معسكر الجيش القريب بالإبلاغ عن الحادث للقادة الكبار، وينتظر التعليمات، وبعدها يتحركون”.
وتوقعت الصحيفة أن يعلن تنظيم الدولة عن مسئوليته عن الحادث إذ قالت :”لم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الحادث، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم الدولة، المعروف بـ”ولاية سيناء”، هو المشتبه بأنه نفذه، حيث قالت تقارير إن المنفذين كانوا يحملون أعلام التنظيم، لافتا إلى أن الهجوم على مسجد يعد أمرا غير معروف بين الجماعات الجهادية، خاصة تنظيم القاعدة، ولهذا تم شجب الأخير مع الجماعات الأخرى”، موضحة :” مسجد الروضة يعد مركز نشاط صوفي، وهو ما يراه تنظيم الدولة ممارسات منحرفة، مع أن النشاطات الصوفية تجري في بنايات قريبة منه، وقال السكان إن “ولاية سيناء” حذرت الإمام من التوقف عن الممارسات الصوفية قبل ثلاثة أسابيع”.