اعتبر ديفيد هيرست، الكتاب البريطاني الشهير أن الخطوات المتسرعة التي يتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بدأت بحصد نتائجها الكارثية خصوصا الخطوة الأولى الأكبر وهي حرب اليمن التي تسببت في مشاكل إنسانية عميقة في البلاد ولم تتمكن حتى من تحقيق هدفها الأساسي والذي هو إيقاف المد الشيعي الإيراني.
وأفاد هيرست، وهو رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” :” بعد عامين من الحرب يبدو أن تحالف القوات البرية الذي شكله السعوديون على وشك الانهيار”، مستطردا :” الانقسامات بدأت تبرز بين القوات البرية اليمنية والأجنبية التي تقاتل ضد الحوثيين داخل البلاد، الأمر الذي يمكن أن يهدد مستقبل التحالف الذي تقوده السعودية، ومن تلك القوات، القوات السودانية التي تشكل الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب، الذين يصل تعدادهم إلى عشرة آلاف مقاتل داخل التحالف الذي تقوده السعودية، وهي تتكبد نسبة عالية من الخسائر في الأرواح؛ فقد صرح مصدر مقرب من الرئاسة في الخرطوم لموقع ميدل إيست آي بأن ما يزيد على خمسمئة من المقاتلين السودانيين قتلوا في اليمن حتى الآن”.
وتابعت الافتتاحية نقلا عن مصدر سوداني لها :” بدأت الضغوط تمارس بكثافة من أجل الانسحاب من هذا القتال”، معلقة :” رئيس السودان عمر البشير نفسه بدأ يعيد التفكير في الأمر، لكنه ما زال يذكر المليار دولار التي أودعتها الرياض في البنك المركزي السوداني قبل عامين، وأتبع بإيداع من قبل قطر بلغ 1.22 مليار دولار. وفق هيرست”.
وأكد هيرست :” التمرد يسري في صفوف اليمنيين، الذين رحبوا قبل عامين ونصف بالتدخل السعودي ضد الحوثيين، الذين كانوا يسعون للسيطرة على البلاد بأسرها”، متابعا :” أكبر مجموعة مقاتلة منظمة على الأرض ضمن القوات البرية للتحالف في اليمن هي التجمع اليمني للإصلاح، الذي أقل ما توصف به علاقته الحالية مع السعوديين هو أنها متضاربة”، مشددا :” القيادات المحلية للإصلاح يشعرون بالثمن السياسي الذي يدفعونه مقابل دعم حملة تحولت في أعين اليمنيين من التحرير إلى الاحتلال، كما أنهم يدفعون ثمنا من حياتهم، فقد تعرض للقتل أو لمحاولات اغتيال عدد من مشايخ وعلماء الإصلاح. “يكفينا ما لحق بِنَا من ضرر”. هكذا يتحدث الآن قادة الإصلاح المحليين، ما يدفعهم لتدارس البدء في فتح مفاوضات مباشرة مع الحوثيين”.
وزاد الكاتب البريطاني :” العنصر الآخر الذي تعاني منه عمليات السعودية في اليمن، بحسب هيرست، هي سلطنة عمان، التي تعتبر جنوب اليمن حديقتها الخلفية، وتشعر بقلق شديد إزاء استيلاء الإماراتيين على سلسلة من الموانئ والجزر الاستراتيجية”، مشددا :” العمانيون الآن يتواصلون مع زعماء القبائل في جنوب اليمن، وبعض هؤلاء يتبعون القوى الانفصالية، وذلك بهدف تنظيم “رد منسق” على المليشيات التي تمولها وتديرها إمارة أبو ظبي”.
وبين “ميدل إيست آي” في نهاية التقرير :” ثبت أن أول مغامرة عسكرية يطلقها الأمير السعودي، البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاما، بوصفه وزيرا للدفاع، آلت إلى فشل ذريع من الناحية التكتيكية والاستراتيجية”، متابعا :”فهذا الأمير، الذي يشاد به في الدوائر الغربية على أنه مصلح شاب، سيكون رأس الحربة في الحملة ضد إيران، لم ينجح إلا في توحيد اليمنيين ضده، وهو إنجاز نادر في عالم شديد الاستقطاب. لقد قام فعلا بإطلاق النار على قدميه، ليس مرة واحدة، بل عديد المرات”.