أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن مدينة الغوطة السورية تعيش بعد المجاعة الأولى أزمة مجاعة ثانية بسبب حصار قوات النظام السوري بزعامة بشار الأسد.
وأفاد التقرير :” إن منظر أم تبكي وهي تجر أبناءها، الذين يعانون من سوء التغذية، إلى عيادة طبية، ليس منظرا غريبا في الغوطة الشرقية، التي تقع تحت حصار قوات موالية لنظام بشار الأسد”، مستدركا :” الطبيب عبد الحميد صدم عندما قالت له الأم بأنها أطعمت أبناءها الجائعين ورق صحف بلته بالماء؛ لوقفهم عن البكاء من الجوع في الليل، حيث قال الدكتور عبد الحميد، الذي لم يعط اسمه كاملا: “يمكن أن أحاول أن أصف لك كم هي سيئة الظروف التي نعيشها، لكن الواقع أسوأ”.
وتابعت المجلة البريطانية :” حوالي 400 ألف شخص لا يزالون يعيشون في المنطقة التي تجاور دمشق، والتي كانت يوما سلة الغذاء للعاصمة، لكنها عانت من أهوال كبيرة خلال ست سنوات من الحرب في سوريا”، مفيدة :” حصار الغوطة الشرقية، التي عانت من هجوم غاز السارين عام 2013، الذي كاد أن يولد تدخلا أمريكيا في الحرب، استمر لسنوات طويلة، حيث استمرت الأوضاع في التدهور، لافتين إلى أنه بحسب “سيج ووتش”، وهو مشروع يتابع الحصار في المناطق المختلفة في سوريا، فإن المنطقة “على شفير الكارثة”.
وأكدت المصادر ذاتها :” كثير من الناس سيصارعون لأجل البقاء في برد الشتاء القارس؛ بسبب عدم توفر الوقود، مشيرا إلى أن الغارات الجوية استمرت، حيث قال عمال الإنقاذ إنه أصيب 181 هدفا في الغوطة الشرقية هذا الأسبوع”، مذكرة :” المهربون كانوا يستطيعون في السابق إيصال المواد الغذائية وغيرها، لكن هذا توقف منذ أبريل، حيث قامت الحكومة بهجوم كبير وشددت الحصار، لافتة إلى قول عمال الإغاثة والمواطنين إن سوء التغذية متفش، خاصة بين الأطفال، وهناك نقص حاد في الأدوية واللوازم الطبية، ومعظم المواد الغذائية التي يمكن أن توجد ثمنها باهظ، وتستمر الغارات الجوية بتدمير البلدات وبإمدادات كهرباء وماء محدودة”
وتواصل “الغارديان” :” الثلاجات غير موجودة كجزء من حياتنا، وفي الواقع أي شيء يحتاج إلى كهرباء لم يعد يستخدم. الحمد لله لم تنتشر الكوليرا بعد”، مشيرة :” من المفروض أن الغوطة الشرقية مشمولة في اتفاقية تخفيف التصعيد، التي تمت بوساطة روسية وتركية وإيرانية، لتخفيف الصراع في جميع سوريا؛ لتمهيد الطريق للمفاوضات للتوصل إلى حل سياسي. المعارضة السورية في حالة فوضى، في الوقت الذي أبقت فيه القوات المؤيدة للأسد الزخم العسكري بدعم من روسيا وإيران وآلاف المقاتلين من المليشيات الشيعية من العراق ولبنان، وهم يقتربون من تحقيق انتصار عسكري في الحرب التي استمرت ست سنوات”.
ونوه التقرير البريطاني :” منظمة العفو الدولية توصلت في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن نظام الأسد ارتكب جرائم ضد الإنسانية، من خلال استخدام الحصار، واضعا المحاصرين أمام خيارين “الاستسلام أو الموت جوعا”، موردة عن المعارضة السورية قولها :” لا نزال نرفض دور الأسد في مرحلة انتقالية بدعم من الأمم المتحدة تفضي إلى التحول السياسي، لافتة إلى أن هذا الموقف يقلل من فرص تحقيق اختراق سياسي في آخر جولة للمفاوضات في جنيف يوم الثلاثاء، حيث كان مستقبل الرئيس حجر العثرة لسنوات في المفاوضات للتوصل إلى حل”.