اعتبر جورس اسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر أن الطريقة التي تعالج بها السلطة السياسية في البلاد مشكل الارهاب خاطئ، ذلك لأنها تعتمد على المقاربة الأمنية فيما تلغي المقاربة التنمية.
وأفاد إسحاق في لقاء صحفي له :” أعتقد أن هناك خللا في طريقة مكافحة الإرهاب بمصر، حيث التركيز على المعالجة الأمنية فقط، وهذا ليس كافيا، فالمنظومة لا بد أن تكون متكاملة للقضاء على الإرهاب بالفكر أيضا، وليس بالطرق الأمنية فقط، والإرهاب واقع نعيشه جميعا، وعبارة عن فكرة تحتاج إلى فكرة لتصحيحها، وعلى السلطة أن تتعامل معه بطريقة أفضل من الطريقة الحالية”، معلقا على مسألة تصفية السلطة لبعض الشباب المعتقل في سيناء بالقول :” هذا أمر مرفوض تماما، وأنا أعارضه بالطبع؛ لأنه لا يمكن الموافقة على اعتماد هذا الأسلوب لمواجهة الشباب، وبفرض أن هؤلاء الشباب متهمون أو حولهم شبهات، يجب أن يتم التعامل معهم بالشكل القانوني، وهو القبض عليهم واستجوابهم، وإذا حدثت مواجهة يكون الضرب في الأطراف، وتحديدا القدم؛ لإعاقة الحركة، وليس القتل خارج القانون، الشيء الآخر أن الاستمرار في هذا النهج يدفع إلى مزيد من التطرف والعنف، خاصة إذا تأكد الشاب أنه ميت في كل الحالات، وهذا خطر لا بد من تداركه”.
وحول رأيه في حادثة العريش، أفاد المتحدث نفسه :” هذا عمل إرهابي مرفوض ومدان في كل الأديان، ولدى كافة التيارات والقوى السياسية، التي ترفض العنف، وتدافع عن حقوق الإنسان، وتؤمن بالعمل السلمي والمعارضة السلمية، خاصة أنه استهدف مصلين في مكان مقدس، وهذا يذكرنا بما حدث من قبل في الكنائس المصرية أيضا، وهذا معناه أن الإرهاب لا دين له”.
واعتبر إسحاق أن مجلس حقوق الانسان يتحرك وفق المتاح له في ملف الانتهاكات الحقوقية الجسيمة، إذ أفاد :” المجلس يتحرك في إطار القانون المنظم لعمله، والمجلس ليس لديه سلطة تنفيذية، فقط يعرض ما يجري، وعمله يتعلق بجهات أخرى، مثل وزارتي الداخلية والعدل وغيرهما، النقطة الأخرى، أن المجلس يعمل في ظروف صعبة جدا، حيث إن هناك ضغوطا عنيفة تمارس عليه وهجوما إعلاميا مستمرا عليه”، مؤكدا حول ممارسات السجون :”هذه ممارسات غريبة وعجيبة، وتهدف إلى الإساءة للإنسان وكرامته، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن حالة حقوق الإنسان في مصر سيئة إلى أبعد الحدود، وهذا كله يسيء لمصر ولسمعتها الدولية، وكلما نادينا بالحفاظ على حقوق الإنسان، يحدث العكس تماما، في إصرار غريب على الإساءة لسمعة مصر في المحافل الدولية”.
وختم إسحاق لقائه بالحديث عن الانتخابات المصرية لسنة 2018، إذ أفاد :” طبعا هذه خطوة طيبة من خالد علي، وأحييه عليها، لكنه ليس مرشح الجبهة، وهو لم يقل هذا، ولكن أنا شخصيا أتضامن معه وأؤيده، وأتمنى له التوفيق”، مؤكدا :” نحن نعمل بالجبهة على قدم وساق، وسبب تأخير الإعلان عن المشروع الذي تعده الجبهة، هو أننا نعكف على عمل مشروع رصين، ويؤسس لمرحلة مهمة ومشروع سياسي وطني متكامل، وليس فقط مجرد طرح مرشح رئاسي، ولكن مشروع سياسي يتم طرح مرشح على أرضيته، بحيث يكون هو برنامجه الذي يطبقه حال فوزه”.