أكدت تقارير صحفية فرنسية أن من محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي أصبح أقرب من أي وقت مضى لاعتلاء عرش المملكة العربية السعودية خلفا لوالده، حيا هذه المرة، إذ لن يكون في انتظار وفاة سلمان بن عبد العزيز لخلافته، وهو الآن الحاكم الفعلي للبلاد.
وقالت صحيفة “أتلنتيكو” الفرنسية في تقرير لها :” الأمير الشاب لم يتخيل أن حلمه في خلافة والده الذي يعاني من ألزهايمر، سلمان بن عبد العزيز، سيتحقق إلى بهذه السرعة ودون مجابهة صعوبات تذكر”، مضيفة :” بن سلمان لم يعتمد فقط على السياسة الداخلية لتحقيق طموحاته وبلوغ الحكم، حيث تحرك على الصعيد الخارجي أيضا من خلال التدخل العسكري في اليمن، وحصار قطر، في حين يعد الرأس المدبر وراء أزمة الحريري الأخيرة التي تسببت في إشعال فتيل التوتر مع إيران. وعلى الرغم من أن أغلب سياسته الخارجية باءت بالفشل، إلا أن ذلك لم يحل دون تمتعه بجملة من الضمانات من قبل واشنطن، التي تلعب دور العراب والحامية له في آن واحد”.
وعلق رولان لومباردي، الخبير الفرنسي في العلاقات الدولية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي، وهو كاتب التقرير بالقول :” حالة التوتر الجديدة التي طغت على منطقة الشرق الأوسط في ظل تراشق التهم بين الرياض وطهران، ترضي إلى حد ما المؤسسات الصناعية العسكرية الغربية”، مستطردا :” “عملية التطهير” الداخلية التي قادها بن سلمان، أكد رولان لومباردي أن الأمير الشاب بدأ حملته مستهدفا الأمراء، الذين يعتبرهم معارضين محتملين لطموحاته، من بين عشرة آلاف أمير ينتشرون في المملكة. وقد اعتمد بن سلمان لتحقيق ذلك على الدهاء والقوة”.
وتطرق التقرير للأسباب التي جعلت بن سلمان يقترب من الحكم، إذ أوضح :” الأمير البالغ من العمر 32 سنة، شخصا يتسم بالخشونة، والكبر، والتهور. ولعل من أبرز هذه العوامل، تمتع الأمير بمكانة خاصة لدى والده حيث يعد الابن المفضل بالنسبة له. فعلى الرغم من محدودية تحصيله العلمي مقارنة ببني عمه، فضلا عن ضعف مستواه في اللغة الإنجليزية، إلا أن بن سلمان على علم بجل خبايا المملكة، في حين اكتسب “لغة الخبث السياسي”، كما أنه مطلع على الصراعات الداخلية بين أفراد عائلة آل سعود”، مضيفا حول مسألة نجاحه في الفوز بتأييد الشباب السعودي بالقول :” ولي العهد اتخذ من الإمارات مثالا يحتذي به للقيام بإصلاحات اقتصادية، إذ تعتبر الإمارات دولة استبدادية على مستوى نظام الحكم، وليبرالية تحررية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي”.
وأكد لومباردي :” يصعب على بن سلمان أن ينقل النموذج الإماراتي للمملكة، التي يعيش فيها ما يقارب 30 مليون نسمة، نظرا لعدة عوائق. ومن أهم هذه العوائق، انتشار البطالة وتواصل ارتفاع نسبة الفقر في المجتمع السعودي”، مذكرا :” لن تحقق تطلعات بن سلمان الرامية لتنويع الاقتصاد نتائج ملموسة سوى خلال السنوات القادمة، حيث تعاني السعودية في الوقت الراهن من صعوبات مالية وارتفاع في نسبة البطالة التي تصل إلى حدود 12 بالمائة بشكل عام، و30 بالمائة في صفوف الشباب الأقل من 25 سنة”.
وختم التقرير الفرنسي بالقول :”لسعودية ليست بمنأى عن الاضطرابات الداخلية، ففي سنة 1975، وقع اغتيال الملك فيصل في الرياض، علاوة على حادثة الحرم المكي التي جدت سنة 1979″.