أبدت مصادر عسكرية إسرائيلية قلقها الشديد من تبعيات فشل الجيش المصري في مواجهة تنظيم الدولة المعروف بداعش وولايته بسيناء، محذرة من تفاقم الوضع وتطور الهجمات التي تأخذ مع كل فترة في الاتساع والتصور شمالي صحراء سيناء الحدودية بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال موقع ” واللا ” الإخباري في تقرير له أن مصادر عن قيادات الجيش الإسرائيلي في المنطقة الجنوبية تعتبر أن الجيش المصر لم يفشل وحسب في وقف أنشطة ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة، بل أن هذا الأخير وفوق تفوقه استطاع تطوير قدراته بشكل كبير ما جعله يحضر لعمليات أخرى ما يؤكد أن قادة التنظيم يشعرون بأن الظروف أصبحت تحت السيطرة.
أفاد التقرير أن قيادة الجيش الإسرائيلي وعلى وجه الخصوص قيادة المنطقة الجنوبية، لديها فرضيات تقول أن التنظيم بعد أن استطاع إنهاك الجيش المصري، سيحول أهدافه هذه المرة تجاه إسرائيل مباشرة وعلى وجه الخصوص المستوطنات والطرق الواقعة بالقرب من الخط الحدودي وذلك لتراجع فاعلية الأنشطة العسكرية المصرية، مضيفا أن المبادرة التي اتخذتها بعض القيادات العسكرية الاسرائيلية السابقة بالكشف لوكالة ” بلومبيرغ ” الأمريكية عن مشاركة الطائرات الاسرائيلية بدون طيار مؤخرا في أهداف ولاية سيناء، لم يفد إسرائيل في أي شيء، بل أعطى للتنظيم دافعية أكبر من أجل توجيه أسلحته وصواريخه نحو إسرائيل مباشرة.
وأضاف التقرير أن إحباطا يسري داخل الجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية نتيجة عجز الجيش المصري عن تحقيق أية نجاحات في مواجهة التنظيم رغم الدعم الكبير الاستخباراتي والميداني واللوجستي الذي تقدمه تل أبيب لجيش القاهرة وهو ما دفع مصادر داخل الجيش الاسرائيلي بأن تقول أن هذا الأخير إتخذ مؤخرا عدة إجراءات وقائية عن طريق القيام بمناورات عسكرية استعداديه لإمكانية المواجهة في حالة تعرضت المستوطنات اليهودية القريبة من الحدود المصرية لهجمات من طرف تنظيم ” ولاية سيناء “.
وعن هذه المناورات قال التقرير أن عملية الصد قائمة ضد أنماط هجومية كثيرة لتنظيم الدولة كزرع العبوات الناسفة ونصب الكمائن ومهاجمة المواقع العسكرية وإطلاق الصواريخ وغيرها، خصوصا أن بيئة المنطقة تلعب لصالح التنظيم لأن غالبية المنضمين إليه هم من أبناء القبائل السيناوية.
وسلط التقرير الضوء على الانتصارات التي حققها تنظيم ولاية سيناء على حساب الجيش المصري، بسبب تجاهل الجيش المصري للقبائل البدوية في المنطقة، وهو ما جعل هذه الأخيرة تشكل حاضنة شعبية قوية وآمنة للتنظيم وأعضائه، ما قلص بشكل أوتوماتيكي من قدرة الجانب المصري على تحقيق النجاحات، وهو ما انعكس بشكل جلي على أعداد القتلى والجرحى من عناصر الجيش المصري والتي تتزايد يوما عن يوم، وهو ما يواصل تحفيز التنظيم على القيام بجميع عملياته المسطرة.
جدير بالذكر أن ممثلين رفيعي المستوى كانوا قد زاروا قبائل المنطقة من أجل تلطيف العلاقة بينها وبين الدولة المصرية والمؤسسة العسكرية، إلا أن هذه الزيارات باءت بالفشل خصوصا في ظل إستراتيجية الجيش التي تقوم على تهجير الساكنة والقيام بعمليات تفتيش غير مرخص لها والتحرش بالنساء كما كان قد قالت بذلك القبائل المستوطنة لصحراء سيناء.