أكد غوردن براون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، أن بلاده تعرضت للتضليل بشأن مسألة امتلاك صدام حسين، رئيس العراق السابق لأسلحة الدمار الشامل.
وقال براون في كتابه الذي يحكي مذكراته، والذي يحمل اسم “حياتي وعصرنا”:” إننا لم نتلقَ معلومات خاطئة فحسب، بل ضُللنا”، حسب ما نقلت إذاعة “البي بي سي”، مضيفا :” المعلومات الإستخباراتية (التي كانت) لدى الولايات المتحدة، والتي شككت في مدى حجم مخزون أسلحة الدمار الشامل في العراق، لم يجر تبادلها مع بريطانيا قبل مشاركتها في الحرب، نافيا أن يكون له علم بالأدلة الحاسمة حول مسألة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل إلا بعد مغادرته لمنصبه، والذي هو رئيس الوزراء.
وواصل الكتاب :” اندلعت الحرب على العراق، التي قسّمت الرأي العام البريطاني، في مارس 2003، وأدى الصراع والأحداث التي تلته إلى مقتل 179 عسكريا من القوات البريطانية”، علما أن بريطانيا انضمت بريطانيا إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بعدما اتهمتا صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل، وإقامة علاقات مع منظمات إرهابية”.
وقال براون :” أخبرتُ أنهم (الأمريكان) يعلمون مكان وجود هذه الأسلحة”. ومضى قائلا: “أتذكر في ذلك الوقت أنه تقريبا كما لو كانوا أعطوني اسم الشارع الذي توجد فيه الأسلحة ورقمه”، مضيفا :” معلومات إستخباراتية أخرى اعتمدت إلى حد كبير على افتراضات تحليلية، بدلا من الاعتماد على أدلة دامغة، ودحضت قدرة العراق على إنتاج أسلحة دمار شامل”.
وواصل المسئول البريطاني السابق :” إذا كنتُ على صواب بشأن عدم امتلاك العراق هذه الأسلحة، فإننا لن نكون فقط قد تلقينا معلومات خاطئة فحسب، بل نكون قد ضللنا بشأن هذه القضية الهامة”، مشددا :” بريطانيا لم تكن لتوافق مطلقا على المشاركة في الغزو (على العراق) لو جرى تبادل هذه المعلومات”.
وتابع براون :” نظرا لأن العراق لم يكن يمتلك أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو نووية يمكن استخدامها لمهاجمة التحالف (الأمريكي البريطاني)، فلا يمكن تبرير هذه الحرب”.
وسيصدر الكتاب المنتظر يوم 7 نونبر الجاري، إذ سيحكي فيه براون حياته وتجربته السياسية المليئة بالأحداث المثيرة، لعل أبرزها دخول بريطانيا لغزو العراق رفقة الولايات المتحدة الأمريكية، بحثا عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة، التي أكد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وجودها.
وكان توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني قد خرج منذ أشهر إلى الرأي العام للاعتذار على غزو العراق، إذ أكد أن معلومات مغلوطة وصلته من طرف حليفته الولايات المتحدة الأمريكية لاقناعه لدخول تلك الحرب، التي أودت بحياة الآلاف من العراقيين، وعرفت جرائم تعذيب ومعتقلات سيئة السمعة، لعل أبرزها سجن أبو غريب.
وكان غزو العراق، قد جاء كردة فعل على تفجيرات 11 شتنبر الشهيرة، إذ اعتبرت الادارة الأمريكية آنذاك أن صدام حسين دعم أسامة بن لادن لتنفيذ هذا التفجير.