أكدت صحيفة “ميديابار” الفرنسية أن إسرائيل ترغب في التدخل العسكري في سيناء المصرية بحجة محاربة تنظيم الدولة داعش، وهو الأمر الذي سيكون بطبيعة الحال فوزا جيوستراتيجيا كبيرا.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها :” مع اقتراب نهاية الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا، عبر ضباط في جهاز المخابرات الإسرائيلي عن تخوفهم من انتقال مقاتلي التنظيم الفارين من كل من سوريا والعراق إلى مصر، وزعموا أنه يمكن أن تتحول صحراء سيناء إلى معقل جديد لهم”، مضيفة :” لجيش الإسرائيلي عبر عن استعداداته للتدخل عسكريا إذا لزم الأمر”.
وأشارت “ميديابار” :” هنال ذراع عسكري مسلح يدين بالولاء لتنظيم الدولة يقاتل في سيناء، تحت راية التنظيم، منذ سنة 2014، حيث نجح في تنفيذ عمليات عدة على الأرض بعد أن قتل منذ سنة 2011 حوالي 2000 شخصا من عناصر الجيش والأمن المصري، وتقول إسرائيل إن هذا الوضع يعد مصدر قلق بالنسبة لها، خاصة وأن صحراء سيناء حدودية مع الأراضي المحتلة”، مؤكدة :” هناك أخبار رسمية تم تداولها في الصحيفة اليومية المحلية “جيروزاليم بوست” منذ أيام، حيث عبر مسؤولون في جهاز المخابرات الإسرائيلي عن “تخوفهم من اختيار العديد من مقاتلي تنظيم الدولة اللحاق بشبه جزيرة سيناء”، إذ من المقرر أن يلتحق هؤلاء المقاتلون بالذراع الموالي لتنظيم الدولة في شمال شرق مصر”.
وواصلت المصادر ذاتها :” منذ بداية سنة 2017، تبنى تنظيم الدولة في ولاية سيناء العمليات الهجومية التي استهدفت الكنائس القبطية في كل من طنطا والإسكندرية، التي حدثت خلال شهر أبريل، كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن مقتل قرابة 50 رجل أمن خلال شهر أكتوبر الماضي”، ناقلة عن أوفير وينتر، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب قوله :” من وجهة نظر جغرافية، لا يعد الوصول إلى سيناء انطلاقا من سوريا أو العراق أمرا سهلا بالنسبة لهؤلاء المقاتلين”، مضيفا :” سيعمل عناصر التنظيم على المرور عبر ليبيا أو التوجه مباشرة عن طريق البحر. وتجدر الإشارة إلى أن أغلب مقاتلي تنظيم الدولة في ولاية سيناء هم من المقاتلين المحليين، وليس بينهم سوى القليل من الأجانب”.
من جهته أفاد يوني بن مناحم، الصحفي والمحلل الإسرائيلي المختص في القضايا العربية والدبلوماسية “:” مع سقوطه في مدينة الرقة، سيعمل التنظيم على التأكيد على أنه لازال موجودا”، مشيرا :” مقاتلو التنظيم قد انتشروا في سيناء منذ أشهر بهدف تشتيت انتباه الجيش المصري وتوجيه ضربات في قلب البلاد، سواء في القاهرة أو في عدة مناطق أخرى”.
وختم التقرير الفرنسي بالقول :” ربما يكون ذلك كله مبررا للتعاون مع عبد الفتاح السيسي في نصر، فإن الصحفي يوني بن مناحم، قال إن “إسرائيل مستعدة لفعل أي شيء لمد يد العون لعبد الفتاح السيسي، الذي يعد حليفها الأول في الحرب ضد الإرهاب”.