نشرت صحيفة ” الإيكونوميست ” البريطانية تقريرا مفصلا تناولت فيه حظوظ جماعة الإخوان المسلمين في الاستحقاقات الانتخابية القادمة بكل من المملكة الأردنية الهاشمية و الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تنبأت الجريدة بحضور قوي للجماعة في الصورة السياسية للبلدين في قادم السنوات.
وقالت المجلة أن النظام الأردني المتمثل في المؤسسة الملكية والسلطة الوطنية الفلسطينية قامتا بالدعوة لانتخابات مبكرة وذلك لأن الوضع السياسي كان يقول أن الفوز سيكون من حليفهمها، لكن قرار جماعة الإخوان المسلمين بعدم مقاطعة الانتخابات وخوضها جعلت موازين القوى تختلف بشكل كبير، حيث أصبحت التوقعات تقول أن مرشحي الحركة الاسلامية أصبحوا ذو حظوظ كبيرة من أجل الفوز بهذه الانتخابات بالبلدين.
وأضافت المجلة أن رجال الملك في الأردن يتوقعون أن تفوز جبهة العمل الإسلام وهي الفرع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن في الانتخابات القادمة يوم 20 شتنبر ليكون الحزب الفائز، بل والمسيطر، أما في فلسطين، فتوقعت المجلة البريطانية أن تكتسح المقاومة الإسلامية حماس، سليلة جماعة الإخوان المسلمين مدن الضفة الغربية الثمانية في الانتخابات البلدية شهر أكتوبر القادم.
وركزت الإيكونوميست على عودة ” الإسلاميين ” إلى خوض غمار الانتخابات عبر عودة الديمقراطية الإسلامية بعد إقبارها في أول تجربة حقيقية نجح فيها الإسلاميون بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي وجماعته في مصر سنة 2013 بعد الانقلاب العسكري، مضيفة أن الإسلاميين السنة في أنحاء المنطقة ( الشرق الأوسط ) تمت ملاحقتهم بشكل كبير، سبب يأسها لديهم من السياسة وصناديق الاقتراع ما جعلهم يتبنون في بعض الأحيان المواجهة المسلحة أو الهجرة نحو أوروبا فرارا من المعتقلات، بسبب العلاقة السيئة مع الأنظمة والتي منها على سبيل المثال اعتبار ملك الأردن الملك عبد الله الثاني جماعة الاخوان جماعة ” ماسونية ” ليقوم بحظرها لكن دون القيام بحملات للاعتقالات لأن عمان ترفض حتى الآن تبني نموذج القاهرة.
وأفادت المجلة البريطانية الشهيرة أن البرغماتية دعمت بشكل كبير قضية الاخوان المسلمين في كل من الأردن والضفة الغربية، ذلك لأن ورغم أن السلطات المحلية حاولت تفصيل الانتخابات بشكل مفصل بمنعها عدة مقاعد للمسيحيين والشركس والمرأة، إنا أن الجماعة كانت ذكية جدا بعدما قاموا بالتواصل مع الأقليات، حيث رشحت جبهة العمل الإسلامي خمسة مسيحيين على قوائمها، فيما لم تستعمل حماس خطاب ( المقاومة ) لتقدم نفسها كبديل تكنوقراطي عن حركة الفتح الفاسدة والعقيمة غير القادرة على تسيير بلاد تعيش احتلالا صعبا والتي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما تحاول حماس التواصل مع المرشحين المسيحيين
وحللت الصحيفة أسباب الدفع بالإسلاميين في الأردن جاء لاحتواء المعارضة الشابة التي قد تندفع للعنف ضد النظام الملكي حيث بدأت بوادر التحاق الشباب بتنظيم الدولة، أما في فلسطين، فقد تعيد إسرائيل سيناريو انتخابات 2006 حيث قامت القوات المحتلة بسجن عدة أعضاء من حركة حماس حتى تكون الأغلبية لحركة فتح.