عادت العلاقات الوطيدة بين كل من إيران والولايات المتحدة مرة أخرى في العراق، بعد أن بدأت القوى الكردية تنهض لإعلان استقلالها عن بغداد إثر الاستفتاء الأخير.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” :”عندما قاتل الجيش العراقي القوات الكردية هذا الأسبوع؛ لاستعادة مدينة كركوك المتنازع عليها، فإن منظر حليف أمريكي يقاتل حليفا آخر بسلاح أمريكي لم يكن المنظر غير اللائق الوحيد، حيث كان هناك منظر آخر، وهو إدارة أمريكا ظهرها لحليف مهم في الحرب ضد تنظيم الدولة، وهم الأكراد، في وقت تلاقت فيه مصالحها مع إيران”، مستدركة :” رغم تأكيد المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لم تصطف مع جانب ضد آخر في النزاع، إلا أن المحللين أكدوا موافقة الولايات المتحدة على خطة دخول المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، فيما أسهمت إيران في التوسط باتفاق مع فصيل كردي ليسحب قواته من كركوك، بشكل سمح للقوات العراقية بالدخول دون مقاومة”.
ونقل التقرير عن ديفيد فيليبست، المستشار السابق في الخارجية الأمريكية قوله :” لم يكن العبادي (رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي) ليتحرك دون إعلام الولايات المتحدة، في الحد الأدنى فإن أمريكا كانت تعرف أن الهجوم قادم”، موردا عن ماريا فانتابين، المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل قولها :” منحت الولايات المتحدة الضوء الأخضر، وكان هذا ضروريا”، وتضيف فانتابي أن هدف إيران كان إدخال المليشيات الشيعية في المناطق المتنازع عليها، وتقسيم الأكراد، وزيادة التأثير على الحكومة العراقية”، لتعلق الصحيفة :”سواء قصدت واشنطن أم لا، فإنها ساعدت في تحقيق هذه الأهداف، حيث كانت ترغب في إعادة سيطرة بغداد على محافظة كركوك، وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة امتنعت عن تقديم الدعم في كركوك؛ حتى تظهر غضبها من رفض الأكراد تأجيل الاستفتاء، فيما يقول أنصار حكومة إقليم كردستان إنهم توقعوا من الولايات المتحدة أكثر، بعدما قتل أكثر من 1700 مقاتلا في الحرب ضد تنظيم الدولة”.
وحول تسلسل الأحداث، أفادت “نيويورك تايمز” :” لأحداث بدأت من الاستفتاء الذي عقده الأكراد قبل ثلاثة أسابيع، الذي صوتت فيه غالبيتهم على الاستقلال عن العراق، مستدركة بأنه رغم أنه لم يؤد إلى الانفصال المباشر، إلا أن القوى في المنطقة عارضته بشكل قوي، حيث خشيت إيران، التي تتمتع بتأثير قوي في بغداد، من تحرك كردي للاستقلال؛ ما يؤثر على الأكراد الذين يعيشون داخل أراضيها، وعارضت الولايات المتحدة الاستفتاء؛ لعدد من الأسباب، وأهمها عرقلة الحملة التي تقودها ضد تنظيم الدولة”، مواصلة :” محاولة حكومة إقليم كردستان ملاحقة حلم الاستقلال ارتدت سلبا عليها، وبطريقة مذهلة، فعلى مدى يومين سيطرت القوات العراقية على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها سيطر عليها الأكراد منذ عام 2014، وسحق الهجوم حلم الأكراد بالاستقلال، ما أثار أسئلة حول التقدير السياسي، ومستقبل الزعيم الكردي مسعود بارزاني، وفي نظرة للخلف، فإن عمق سوء تقدير بارزاني واضح، إن لم يكن مثيرا للدهشة، حيث أنه أساء تقدير قدرته على المقايضة مع العراق، وأساء تقدير العداء للاستفتاء بين جيرانه وحلفائه، ومنهم الولايات المتحدة، وبعد الاستفتاء أخبر المسؤولون الأمريكيون الزعيم الكردي أنه خسر حسن نية الولايات المتحدة”.