تطرقت تقارير اعلامية غربية، للوضع غير المستقر في العراق، هذه المرة ليس بين تنظيم الدولة داعش والقوات العراقية ولكن بين الأخيرة والأكردا، إذ تمكنت قوى بغداد من السيطرة على مدينة كركوك.
وقال تقرير نشرته صحيفة “تايمز” البريطانية :” هناك اتفاق سري كان وراء سقوط مدينة كركوك في يد القوات العراقية”، مضيفا :” “في زاوية من فندق ديوان في أربيل كان بافل طالباني في حالة من اليأس، فوالده كان في النزع الأخير، وكان يخشى أن بلاده على حافة الانهيار، وقال وهو يشرب المياه الغازية، ويلعب بورقة شدة في يده: (إنها كارثة)”.
وأفادت المصادر ذاتها :” طالباني كان يفكر بإصدار مناشدة لكردستان للتوصل إلى اتفاق مع بغداد، وتلغي فيها استفتاءها على الأقل في المناطق المتنازع عليها، خاصة مدينة كركوك، وكان ذلك اليوم هو السبت 23 سبتمبر، أي قبل يومين من الاستفتاء، وكان في طريقه للمطار ليكون بجانب والده “العم” جلال طالباني، الذي ظل على مدار أربعة عقود شخصية محورية في القضية الكردية، وأصبح رئيسا للعراق بعد الإطاحة بصدام حسين، وهو واحد من الشخصيات القليلة التي تحظى باحترام الجميع”، مستدركة :” جهود طالباني الابن كانت عبثية، حيث اتخذ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قراره، وأصبح من الصعب عليه التراجع، وتراجع طالباني عن مناشدته، وركب أول طائرة إلى برلين، حيث توفي والده بعد عشرة أيام”.
ولفتت “التايمز”: جناح طالباني اليوم “الاتحاد الوطني الكردستاني” يتهم بعقد صفقة مع بغداد، ففي المواجهات التي حدثت في كركوك يوم الاثنين، قرر الموالون لطالباني الانسحاب من مواقع، فيما يشير الأمريكيون والبريطانيون إلى أنها عملية منسقة”، موردة نقلا عن بعض القايدات في الاتحاد الوطني الكردي قولهم :” البارزاني وضعنا في موقف حرج، فحزبه، الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، الذي يعد من أكبر الأحزاب الكردية، شجب التصرف، واعتبره خيانة، حيث يشعر الأكراد بثقل خسارة كركوك، بالإضافة إلى أن هناك نوعا من المرارة بشأن الدور الأمريكي والبريطاني، وهما الضامنتان لاستقلال كردستان منذ التسعينيات من القرن الماضي”، ناقلة عن كردي سوري قوله :” الأكراد يساعدون الأمريكيين والبريطانيين، ويخسرون الأرواح من أجل السيطرة على مدينة الرقة، إلا أن الحلفاء الغربيين يقفون جانبا ويصفقون للعرب وهم يتقدمون نحو مناطق يعدها الأكراد أراضيهم”، لتعلق الصحيفة :” “الأمر متعلق بالواقعية السياسية، فعراق دون كركوك سيكون كارثة بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي من خلاله واصل البريطانيون والأمريكيون التأثير في العراق أمام تأثير إيران المتزايد في العراق، وهناك انتخابات العام القادم، وكركوك هي الثمن الذي يجب أن تدفعه”.
واشتعلت الحرب بين العديد من الدول المجاورة من بينها تركيا وإيران صاحبة اليد الطولى في العراق وبين الأكراد المدعمومين من طرف السعودية واسرائيل، بعد الاستفتاء الأخير والذي اختار فيه الشعب الكردي الانفصال عن العراق في خطوة تاريخية أثارت الكثير من الجدل.