لم يستسغ عبد الاله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية اعلان سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالية الحالي، استعداده لتقديم استقالته من رئاسة الحكومة في حالة تعارض ذلك مع مصالحة الحزب الذي يعتبر قياديا فيه.
وقال بنكيران، في كلمته برسم اختتام الندوة السنوية لأعضاء فريقي العدالة والتنمية بمجلسي النواب والمستشارين، بمركز المعمورة سلا، :” في هذه الأيام لما قال سعد العثماني ذاك التصريح، بأنه مستعد لمغادرة الحكومة إن كانت وحدة الحزب مهددة، غضبت منه واستدعيته للبيت، وسألته فشرح لي وأفهمني، وأنا فهمته منذ اليوم الأول، ولكن الخصوم أخذوا التصريح واشتغلوا عليه ليخرجوا منه تأويلات مغرضة، الوقت الذي يجب أن نغادر فيه الحكومة، يجب أن يكون حالة تتسم بالخطورة الشديدة على البلد، لأننا لا يمكن أن نتخلى عن بلادنا”، مضيفا :” رئيس حكومة المغرب هو رئيس حكومتنا، إذا أمره الملك بالاستقالة هذا موضوع آخر، وإذا تبين لنا بأنه يستحيل علينا العمل هذا أمر آخر، وقبلها عليه أن يخبرنا كرئيس للحكومة. لكن هذا الأمر غير قائم حاليا، لذلك يجب أن نصمد في مواقعنا، ونشتغل على أفضل ما يمكن حتى يكون أداؤنا في الحكومة أحسن ما يمكن لهذا الوطن، ولا ينبغي أن يكون وجودنا في الحكومة وكأننا ننتظر ساعة الصفر”.
وأوضح المصدر ذاته :” الحكومة مسؤولية أيها الإخوان تعاقدنا فيها مع الملك، الذي يمثل الدولة كلها، هذا ليس لعبا حتى نقول هذا الكلام، هذه أمور كبيرة”، معقبا :” أما موضوع من سيكون أمينا عاما مستقبلا فهذه مسألة بسيطة جدا لا يجب أن تأخذ حجما أكبر منها، وثانيا فنحن أحرار ولكن عندنا منطق، ولا نرمي الناس بالحجارة، أما أن نكون اليوم في الحكومة وغدا خارجها فهذا غير معقول، يمكن أن نخرج من الحكومة، إذا كان هناك مبرر قوي، ولما سألت سعد، قال لا وجود لأي مشكل داخل الحكومة، ويؤدي دوره حسب قناعاته ولا مشكل لديه، ونحن لا نملك إلا أن نسانده”.
واختتم بنكيران حديثه بالإشارة :” هذا مقتضى قناعاتنا، فنحن لا يمكننا أن نتخلى عن بلادنا، ولو ضحينا بالحزب، لأن الحزب عكاز تستند عليه الدولة، الدولة هي المهمة، فهل يخفى عليكم هذا؟”.
وكال رئيس الحكومة المغربية السابق الإشادة لعبد العزيز أفتاتي، البرلماني في الحزب، معتبرا أنه البرلماني المثالي الذي يقدم دائما أداء كبيرا، إذ أفاد :” إن أفتاتي كان أول من دخل إلى البرلمان، كان برلمانيا جادا رغم أنه داخل إلى هناك وهو لا يعرف شيئا، لقد كان مباشرة بعد انتهاء الجلسات واجتماعات اللجان بمجلس النواب، يذهب لمكتبة المجلس ويدرس الملفات والمواضيع”، موضحا :” أصبح في وقت وجيز، مطلعا على الملفات ويناقش كسياسي، والأمور عنده واضحة، وبدأ يتحدث مع الشباب في وجدة بمعطيات جديدة وخطاب جديد، عكس ما كنا عليه نحن حين دخلنا إلى حزب الخطيب وإلى البرلمان بالأفكار الأولى التي كانت مثالية”.
وواصل المتحدث نفسه :” كان يتحدث إلى الشباب عن الميزانية وأن الجزء الأكبر منها يذهب إلى الموظفين ويبقى هامش صغير، يوضح لهم ماذا يمكننا أن نفعل به، وأنا لم أكن أعرف تلك الأمور، والمرجعية هي التي أملت علينا كل هذا”.