بدأت المملكة العربية السعودية رحلة تحسين صورتها أمام العالم بأسره، مع اقتراب وصول محمد بن سلمان للحكم وإحالة والده الملك سلمان إلى التعاقدت.
وقالت صحيفة “الكونفيدنسيال” الاسبانية إن هذه العمليات التلميعية بدأت وبشكل واضح في الفترة الأخيرة، مضيفة :”عودة الصراع في اليمن وحصار قطر، فضلا عن تنامي وتيرة الهجمات الإرهابية في أوروبا، كل هذا رفع من التكلفة السياسية للأعمال التجارية السعودية مع الدول الغربية. فمن الواضح أن ثقة شعوب مختلف القوى الغربية في المملكة السنية تكاد تكون منعدمة”.
وتابعت الصحيفة الاسبانية :” وفقا لاستطلاعات الرأي التي شملت مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، فإن 37 بالمئة فقط منهم يتبنون وجهة نظر إيجابية تجاه السعودية. وفي فرنسا وألمانيا، بلغت نسبة التأييد للمملكة 25 بالمئة تقريبا، في حين أن 39 في المئة من البريطانيين يعتبرون السعودية بمثابة عدو وليس حليفا للدولة”، مبينة :” نسبة الأمريكيين الذين يتبنون نظرة سلبية تجاه السعودية قد ارتفعت من 55 في المئة إلى 65 في المئة في غضون سنة واحدة، وذلك وفقا لمؤسسة “غالوب” الأمريكية لاستطلاعات الرأي. وفي هذا السياق، صرح الخبير الاقتصادي في مركز الخليج للأبحاث، إيكارت ورتز، أن “الرأي العام الغربي أصبح مناهضا للمملكة على نحو متزايد، ما من شأنه أن يعقّد العلاقات السياسية التي تجمع الرياض بحلفائها ويعرقل مبيعات الأسلحة”.
وأكد التقرير :” صادرات إسبانيا من المواد الدفاعية والمواد ذات الاستخدام المزدوج إلى السعودية؛ قد شهدت تراجعا ملحوظا خلال سنة 2016، وذلك وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الاقتصاد. فقد ارتفعت قيمة الصادرات الإسبانية من 293 مليون يورو خلال سنة 2014، لتصل إلى حوالي 546 مليون يورو في سنة 2015. لكن سرعان ما تراجعت من جديد إلى 116 مليون يورو خلال سنة 2016″، موردة :” بوادر فقدان هذا النظام السني لشعبيته قد بثت مشاعر القلق في صفوف المسؤولين في المملكة. ومن هذا المنطلق، قررت الرياض القيام بحملة دولية طموحة للعلاقات العامة بهدف تحسين صورتها في الغرب. كما تسعى السعودية إلى التصدي للدعاية السلبية التي قامت دولة قطر ضدها، بعد إعلان الرياض مقاطعة الدوحة دبلوماسيا وتجاريا في شهر يونيو”.
وأكدت الصحيفة الاسبانية : “السعودية لا يمكن أن تجازف بخسارة دعم حلفائها لها بأي شكل من الأشكال في هذا الوقت. ومن هذا المنطلق، يسعى ولي العهد محمد بن سلمان؛ إلى تعزيز نفوذه والسيطرة على كل مقاليد الحكم. وفي هذا الصدد، أشار الأستاذ والخبير في جامعة مدريد المستقلة، إغناسيو غوتييريز دي تيران، إلى أن “هناك انقساما قويا داخل النظام بين التقليديين من جهة والإصلاحيين المعتدلين الذين يقودهم ولي العهد الجديد، والذين يعتقدون أن البلاد يجب أن تصبح شبيهة بالنموذج الإماراتي، من جهة أخرى”، معقة :” ويهدف من يوصفون بـ”الإصلاحيين” من حيث المبدأ؛ إلى تنويع اقتصاد البلاد الذي يعتمد بشكل كامل على النفط، إلى جانب إصلاح نظام الدعم، والحد من سلطة الإدارة، فضلا عن إفساح المجال أمام القطاع الخاص، والمضي قدما في إدماج المرأة في سوق العمل. وتجسد هذه الأهداف برنامج التحول الوطنية الذي أقره فريق ابن سلمان خلال السنة الماضية، بالإضافة إلى 70 مليار دولار لاستثمارها خلال تنفيذ هذا البرنامج إلى غاية سنة 2020″.