أفاد هاني مظهر، فنان الكاريكاتور العراقي الذي يعمل بسحيفة الحياة، أنه لا يهاجم المملكة العربية السعودية مؤكدا أنه يدرك جيدا خطوطه الحمراء.
وقال مظهر في لقاء له مع أحد المواقع الاخبارية حول الخطوط الحمراء في عمله :” بالتأكيد؛ طبعا هناك مناطق لا يسمح لي أن أدخل فيها لا سلبا ولا إيجابا، وهناك بعض المواضيع أعرف أنها محظورة ولا أُبدي فيها رايا سواء مؤيدا أو معارضا، وأعرف الحدود المسموح خلالها نشر الكاريكاتير، وأستطيع أن أقول إنه خلال 20 عاما في جريدة الحياة تم رفض نشر أعمالي مرتين أو ثلاث”.
وتابع المتحدث نفسه حول قضية الانقلاب العسكري في مصر :”كيف تعاملت مع أحداث الانقلاب العسكري في مصر وهل تعد صحيفتكم داعمة للانقلاب؟
موضوع مصر بالذات أنا تحاشيته بالكامل، فكما قلت لك، هناك بعض المواضيع عندما تختلط فيها الأمور لا أبدي رأيا لا مع ولا ضد؛ لأنني لا أقبل أن أقول رأيا لا أؤمن به، ولا رأيا يملى علي، ولا أتحيز لطرف على حساب آخر، ولا أقبل أن أستخدم من قبل هذا الطرف أو ذاك”، متابعا حول الربيع العربي :”الربيع العربي تناولته في صحيفة الحياة بحذر شديد؛ لأنه في ظاهره حمل وعودا طيبة وكنا نتمنى أن يستمر؛ لاسيما أننا كعرب عشنا وسط ديكتاتوريات هنا وهناك، استباحت حقوق المواطن كافة، وكنا نتمنى أن يبادر المواطن بنفسه لقيادة الربيع العربي، وعلى المستوى الشخصي فأنا كنت ضد الربيع منذ بداياته؛ لأنني رأيت أنه استغلال للوضع ضد المواطن الذي لازال يدفع ثمنا باهظا لهذا الربيع؛ حيث إنني كنت أعرف جيدا الذين قادوا مشهد الربيع العربي، وكانت تربطنا ببعضهم علاقات جعلتني أتشكك في صدقهم”.
وشدد مظهر على أنه لن ينتقد سياسات المملكة العربية السعودية، إذ أفاد :” لا أستطيع طبعا أن انتقد سياسات المملكة ولا حكومة المملكة بشكل مباشر، ولكن هناك بعض السياسات يمكن تناولها عن بعد بشكل غير مباشر؛ ولدينا سقف في جريدة الحياة بأن ننتقد في الحدود المقبولة التي لا تصل للنقد المباشر، فعندما أنتقد الحرب في اليمن مثلا، يقال لي كيف تنتقد الحرب والمملكة الأن في حرب فعلا؟ يمكنك أن تتناولها في صحيفة أخرى ولا يسمح بذلك”.
وقال المتحدث نفسه أنه يتعامل بشدة مع الطائفية في بلده العراق، إذ أفاد :”تعاملت مع الحالة الطائفية بكل حدة منذ بدايات عملي؛ لأنني اعتبرها ضد الوطنية وضد الدين، ونحن تربينا على حب الصحابة وزوجات الرسول فكيف نسمح لهذه الخرافات التي تنال منهم جميعا، التي تعتدي على ديننا وعلى قيمنا وعلى مقدساتنا، وقد استفحل أمر الطائفية البغيضة على يد الغزو الأمريكي، الذي سعّر النيران لتمزيق وحدة العراق، بل المنطقة كلها”، معلقا على وصف أردوغان للحشد الشعبي بالمنظمة الارهابية قائلا :” بالطبع أرى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محق في هذا، وأنا كمواطن عراقي حر لا أنتمي إلى أي تنظيم أو حزب، أؤكد أن إيران هي من صنعت هذه المليشيات وسلحتها، ولكن ماذا فعلنا نحن العرب في مقابل هذا؟! هل نحن ندعم دولة قانون أو دولة تستند على مبادئ، للأسف تأتي ردودنا دائما كرد فعل”.